عمليات تجريف في مقبرة إسلامية تاريخية لبناء حديقة توراتية في القدس
ذكرت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة، أن جرافة تابعة لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، نفذت صباح الإثنين 14-12-2020، أعمال تجريف وهدم عند مدخل مقبرة اليوسفية في المدينة، تمهيدًا لتنفيذ مخطط مسار “الحديقة التوراتية” اليهودية، داخل المقبرة التي يطلق عليها أيضًا “مقبرة الشهداء”.
وكانت قوات الاحتلال، هدمت قبل عدة أيام سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط، وأزالت درجها الأثري، إضافة إلى الدرج المؤدي إلى امتدادها من مقبرة الشهداء، تمهيدًا لجرف الأرض وعمل حديقة مكان القبور الموجودة، وحاول عددٌ من المواطنين الموجودين في المكان التصدي لذلك، لكن طواقم وشرطة الاحتلال، منعتهم من الاقتراب من المكان.
وتقع مقبرة اليوسفية الإسلامية التاريخية التي تبلغ مساحتها نحو 14 دونمًا في الجانب الشرقي من سور البلدة القديمة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وتحوي قبورًا للعائلات الفلسطينية التي تعيش بمدينة القدس، ويقع شمال المقبرة صرح الشهداء لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967، لذلك سميت “مقبرة الشهداء”، وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي، وأزال 20 قبرًا لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967، فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، مصطفى أبو زهرة، في بيان صحفي: “إن المقبرة تحوي ضريح الشهيد، إضافة إلى العديد من القبور القديمة والحديثة، كما تضم في ثراها شهداء معركة القدس في حزيران/يونيو 1967، من مدينة القدس وجنودًا أردنيين، كما دفن مقدسيون جنوب المقبرة”، لافتًا إلى أن مساحة المقبرة تبلغ نحو 4 دونمات، وهي الامتداد الشمالي لمقبرة اليوسفية البالغ مساحتها نحو 25 دونمًا، والتي تعرضت للعديد من انتهاكات أذرع الاحتلال في الآونة الأخيرة.
وأشار أبو زهرة إلى أنّ هذا الاعتداء الذي تكرر قبل نحو 3 سنوات، تهدف من خلاله سلطات الاحتلال إلى إقامة حدائق توراتية، وهذا مرفوض لأنه بالأصل تم وضع اليد عليها لتكون مقبرة، وهي امتداد لمقبرة اليوسفية، ونحن بحاجة لها لدفن موتانا”.
ويضيف “نرفض أن تكون المقبرة متنزهًا أو حديقة للغرباء، ومكانًا للتسكع ومطلة للآخرين، وعلى البلدية أن تجد حدائق أخرى غير المقبرة، كما نرفض الاعتداء عليها وهدم السلم المؤدي للمسجد الأقصى المبارك”.
يذكر أن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، أكد أن مقبرة اليوسفية وامتدادها تُعدّ أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس.