أخبار فلسطين

مدير الأقصى للملتقى العلمائي: تهويد المسجد يتم وفق برنامج مُمنهج ومُبرمج

انتهاكات صهيونية جديدة وخطيرة في المسجد الأقصى المبارك، منها ما ظهر في الأسابيع الماضية كإدخال التوراة من قبل المستوطنين لأول مرّة إلى المسجد الأقصى المبارك، وتوزيع قصاصات ورق على الأطفال المقتحمين، ومنها ما رأيناه خلال السنوات الماضية كاقتحام الأقصى خلال المناسبات والأعياد الإسلامية بهدف تغيير الواقع الثابت للمسجد تاريخياً وقانونياً.

دلالات إدخال التوراة لأول مرّة في الأقصى

أولى هذه الانتهاكات هي أن المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، قبل أكثر من أسبوعين، وأدوا صلوات علنية من التوراة مباشرةً، وذلك في سابقةٍ خطيرة، بعدما كان المُتطرفون يُؤدون الصلوات شفهياً أو عبر قراءتها من هواتفهم المحمولة.

وفي السابق كان حرّاس الأقصى يَملكون صلاحيةَ إخراج المُتطرفين الذين يُدخلون معهم الكتب اليهودية، أما خلال الاقتحامات الأخيرة الماضية، فقد هددت الشرطة الصهيونية الحرّاس المُعترضين على هذا الأمر بالاعتقال أوالإبعاد.

الكسواني: الاحتلال “يُريد فرض الواقع المرير على المسجد الأقصى بقوّة السلاح”


وقال مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، في تصريحات للملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين: إنّ هذا الأمر يُعدّ “استفزازاً لمشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة ونحن ننظر بعين الخطورة لهذه الخطوة التي تتم وفق برنامج مُمنهج ومُبرمج بحق الأقصى المبارك”، مضيفاً: “دائرة الأوقاف ومديرة المسجد يرفضان هذا الموقف رفضاً قاطعاً”.


وأشار الكسواني إلى أنّ الاحتلال “يُريد فرض الواقع المرير على المسجد الأقصى بقوّة السلاح، فرغم اعتراض حرّاس الأقصى على إدخال المستوطنين للتوراة معهم إلا أن شرطة الاحتلال هددتهم بقوّة السلاح، مبيناً أن “ما يتم بقوّة الاحتلال والسلاح لا يُعطي الشرعية مطلقاً”.

الاحتلال يفرضُ واقعاً جديداً على الأقصى

قبل عام 2017 كانت إدارة الأقصى تُغلق باب المغاربة وتمنع المستوطنين من اقتحام المسجد خلال الأعياد والمناسبات الإسلامية، كالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ويوم عرفة وعيد الأضحى وغيرها من المناسبات، لكن الاحتلال غيّر الواقع الثابت وفرض واقعاً جديداً بعد انتفاضة البوابات الإلكترونية.

يبيّن مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني هذا الأمر، قائلاً: إنّه “ومنذ عام 2017 أي بعد انتفاضة البوابات الإلكترونية، قام الاحتلال بانتهاك حُرمة المسجد الأقصى، وعمل على تغيير الواقع الثابت سابقاً، والبداية كانت في يوم عرفة، حيث كانت هناك اقتحامات بحماية شرطة الاحتلال التي أطلقت حينها القنابل الصوتية والرصاص المطاطي وفرّغت المسجد من المصلين رجالاً ونساءً، كما سحلت النساء وحاصرت المصلين داخل المسجد، وهذا الأمر يدلّ على أن الهدف الصهيوني لا يتحقق إلا بقوة الاحتلال والسلاح”.

ورأى الكسواني بأن “تصريحات رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، خلال حزيران/يوليو الحالي، بشأن حرية العبادة في الأقصى تصريحات خطير جداً، ولكنها لا نعطي أي شرعية لاقتحام المستوطنين للأقصى”.
وخلال الشهر الحالي، صرّح بينيت أنّ لليهود “الحريّة في العبادة في الحرم القدسي”، وسببت هذه التصريحات موجة استنكار ورفض في العالمين العربي والإسلامي، كما رفضتها السلطة الفلسطينية والأردن الذي وجّه مُذكرة احتجاج رسمية طالب فيها الاحتلال “بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها، واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني للمسجد”، وعندها عدّل بينت تصريحاته، زاعماً أن مَقصده هو أنّ على اليهود أن يتمتعوا “بحقوق زيارة” المسجد الأقصى كما المسلمين.

وفي ختام تصريحات مدير المسجد الأقصى المبارك التي وجهها للملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين، قال: “المسجد الأقصى المُبارك والبالغ مساحته 144 دونماً، خاصٌّ بالمسلمين وحدهم بقرارٍ من ربّ العزّة، ولا يَقبلُ القسمةَ ولا يقبل الشراكةَ مع أحد”.

قصاصات ورق للأطفال المُقتحمين

خلال الاقتحامات الماضية أي قبل أسبوعين، قام حاخام متطرف بتوزيع قصاصات ورق على الأطفال المُقتحمين خلال الجولة الاقتحامية، في طقسٍ توراتي يُطابق الطقوس التي تؤدى يومياً عند حائط البراق.

ويذكر أن المستوطنين وضمن طقوسهم التوراتية يودعون أمنياتهم المَكتوبة على ورق في ثقوب حائط البراق بعد أداء الصلوات عليها، وأصبحت الآن توزّع عليهم القصاصات داخل المسجد الأقصى المبارك.

رضا زيدان – كاتب وصحافي سوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى