من غزّة إلى طهران.. محاربة التطبيع واجبة
بالتزامن مع عقد الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين ملتقى “2021 عام مواجهة التطبيع” من قطاع غزّة، والذي يعلن عن انطلاق سلسلة من الأنشطة الداعمة لفلسطين في دول العالم تحت شعار “الشعوب ضد التطبيع”، استضافت طهران ملتقىً افتراضيًا لبرلمانات الدول لمواجهة التطبيع مع كيان الاحتلال، يوم الإثنين 18 – 1 – 2021 حيث قام المشاركون من 20 دولة، بمناقشة تأثير التغيرات الدولية على القضية الفلسطينية، مؤكدين أن شعوب المنطقة لن تقبل بالتدخلات الأميركية.
وجاء المؤتمر احتفالًا بيوم “غزة رمز المقاومة” في التقويم الإيراني بالذكرى الـ12 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشارك فيه رؤساء برلمانات وبرلمانيون من تركيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان والجزائر وأفغانستان وقطر وتونس ولبنان والعراق وسورية وفلسطين، والبرلمان الخاضع لسيطرة الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى بوليفيا وفنزويلا.
وأكد محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني “الأعداء يحاولون استهداف وحدة الأمة الإسلامية من خلال فرض العقوبات والإجراءات التعسفية الأحادية والتهديد والإغراء، ولا شك أن أهمية موضوع فلسطين، دفعتنا بوصفنا نواب برلمانات الدول الإسلامية، وبرلمانات الدول الداعمة لفلسطين، ان نجتمع بالتركيز على شعار القدس محور وحدتنا ومعا ضد التطبيع”.
وفي كلمة له خلال المؤتمر، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على ضرورة بناء “كتلة صلبة” بمشاركة الدول العربية والإسلامية للاتفاق على “فلسطين وخيار الانتفاضة وتوفير الدعم اللازم لصمود الشعب الفلسطيني”.
وندد هنية بتطبيع العلاقات مع الاحتلال، مضيفًا أن القضية الفلسطينية تتعرض لخطر داهم يستوجب التوافق على “خطة استراتيجية متكاملة” لمواجهته.
وشدد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، على ضرورة تفعيل خيار المقاومة، قائلًا: “إنها كفيلة بطرد المحتلين وتحرير الأسرى”، ومحذرًا من صفقة القرن الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية.
واعتبر هنية أن هذه الصفقة تستهدف ركائز القضية الفلسطينية، ثم تتبعها خطة الضم (السلب والنهب)، وبعد ذلك التطبيع مع الاحتلال، مشيرا إلى أن الفلسطينيين تعرضوا للكثير من المؤامرات والمخططات لتصفية قضيتهم، غير أنه أكد أن هذه المؤامرات “ازدادت في عهد ترامب”.
وأضاف أن هذه الاجتماعات تؤكد أن “القضية الفلسطينية هي قضية واحدة في ظل محاولات تفتيتها”، مقدما الشكر لإيران على “دعمها للشعب الفلسطيني”، مع الدعوة “للانفتاح على كلّ أحرار العالم الذين يرفضون الاحتلال والعربدة الأميركية”.
وأكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ أهمية المؤتمر لنصرة الشعب الفلسطيني الذي تكالبت عليه منذ عقود حكومات دول وأنظمة استبدادية ابتداء من وعد بلفور المشؤوم ثم إعلان قيام الكيان الصهيوني السرطاني على أرض فلسطين والذي أعمل بالفلسطينيين تشريدًا وقتلًا وتنكيلًا وتجويعًا وحصارًا ثم إعلان ترامب الباطل بأن القدس عاصمة لهذا الكيان الغاصب.
وقال صباغ: “إن المؤتمر اليوم يأتي لتأكيد أن فلسطين للفلسطينيين والقدس في ذاتنا وضميرنا ووجداننا والمقاومة حق والقدس جوهر هذا الحق ولن يموت حق وراءه”.
وبين صباغ أن سورية وإيران ودول محور المقاومة وغيرها من الشعوب التي تأبى الذل والهوان تثبت يومًا بعد يوم عدم رضوخها لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي التي تحاول النيل من صمودها ومواقفها المبدئية لتنفيذ أجندات هذه القوى الاستعمارية ومشاريعها ومخططاتها الصهيونية وتحقيق أحلامها فيما يسمى “مشروع الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن” التي عملت وتعمل عليها الولايات المتحدة من خلال دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني.
وشدد صباغ على أن قضية فلسطين تعد القضية المركزية الأولى في سورية ولا تهادن ولا تهاون فيها وهي قضية إنسانية وسياسية وأخلاقية ويجب حلها حلًا عادلًا ولذلك فإن محور المقاومة بكل فصائله يرى في تحرير فلسطين وكل الأراضي المحتلة المسألة المركزية في المنطقة بكاملها والعامل المهم في نشر مفاهيم الاستقلال والحرية في العالم ومن واجب جميع الشرفاء الدفاع عنها والوقوف بجانبها ونصرتها.
من جهته، هاجم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة الدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، قائلًا: “إن الشعب الفلسطيني الصامد لن يستسلم أمام فهلوية الحكام والقادة المهزومين”، على حد تعبيره، مبينًا أن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته ونضاله، حتى طرد المحتلين واستعادة حقوقه المسلوبة.
كما أكد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب في كلمة له بالمؤتمر أن “القدس خط أحمر”، معتبرًا أن القدس “هي الحل للمشكلة”.
وأضاف شنطوب أن “القضية الفلسطينية ليست قضية العرب والمسلمين فحسب، بل هي تتعلق بجميع أبناء البشر”، قائلًا إن “المحاولات لتصفية القضية الفلسطينية لم تفضِ لنتيجة”، متهما جهات لم يسمها بالتخطيط لاجتثاثها.
كما تحدث رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، عن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، مستنكرًا المحاولات لمنع اللاجئين من العودة إلى أرضهم ووطنهم، ومؤكدًا على أهمية الوحدة الفلسطينية.
وأكدت رئيسة البرلمان الاندونيسي بوان ماهاراني “أي اتفاق مع الفلسطينيين يجب أن يكون شاملًا ويلحظ كافة حقوق الشعب، من أجل حل القضية الفلسطينية نحتاج إلى جهد ودعم أكثر من ذي قبل وإنهاء الاحتلال، أعلنّا مرات إدانتنا للاستيطان الصهيوني”.