كلمة رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي السيد عبد القادر الحسني الألوسي في مؤتمر نداء الأقصى الدولي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضوان الله تعالى عن صحابته والتابعين له بإحسان
أما بعد:
فنرحب باسم الشعب العراقي وباسم زوار الإمام الحسين عليه السلام بالضيوف الكرام من كل بلدان المعمورة أهلًا ومرحبًا بالسادة والمشايخ والعلماء والأساتذة الفضلاء حياكم الله في عراق الإسلام وعراق الحضارات عراق أهل بيت رسول الله عليهم السلام والصحابة والأولياء الصالحين
إنّ مؤتمرنا هذا وهو نداء الأقصى ونداء من أقصى، جاء منسجمًا بعنوانه مع الزمان حيث يتحد مع قضية الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن حيث المكان في بلد الإسلام وفي كربلاء المدينة المقدسة، وهذا يجعل منه كلمة حق لنصرة حق المسجد الأقصى وقضية فلسطين الكبرى، نعم نداء من أقصى مدن الحضارات الإنسانية، والديانات السماوية، نعم إنه مجيء تأريخي منسجم مؤيد بعوالم الغيب، كلمته الأولى قوله تعالى: (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين) لنعلن اليوم من خلال هذا المؤتمر نداء صادقاً بصدق الرسالات لنقول لسكان المعمورة (اتبعوا المرسلين) ولا تنزلقوا لحضيض أودية الشيطان وأهواء الطغاة المستكبرين في الأرض، وأعيدوا الحقوق لأهلها وحافظوا على فطرة الإنسان ومبادئ الحق والسلام،
وكلمتنا الثانية: (وجاء رجل من أقصى المدينة رجل يسعى) محذرين من مؤامرة شيطانية استكبارية تتربص ببني البشر وسكان المعمورة لقتل هذا الإنسان وإخراجه من دائرة إنسانيته بمشاريع بعيدة عن فطرته السليمة تذهب به لنكران خالقه، والانقلاب على قيم السماء والأرض، انحلالاً عن كل فضيلة، وترسيخاً لكل رذيلة حتى تصبح مجتمعاتنا البشرية خاليةً من قيم الحضارات السماوية التي بنتها سواعد الصالحين من البشر، كل هذه القضايا تنصهر اليوم وتتمحور على قضية المسجد الأقصى لتكون الخندق الذي إن أحكمنا حفره ووقفنا نحمل السهام من خلفه موحدين غير مفرقين دفاعاً عن إيماننا وقيمنا دفاعًا عن حقنا في طاعة ربنا وعبادته وحقنا في بلادنا ومقدساتنا ومقدراتنا فسنمتلك بذلك أسباب النصر وموجباته وسنعيد للأمة مقدساتها وأمنها وحرية عيشها واستقرارها.
قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
ومن هنا نعلن ارتباط قضية المسلمين الكبرى بالقضية الأكبر قضية أبي الأحرار إمامنا الحسين عليه السلام، وما قضيته عليه السلام إلا الإسلام المحمدي الأول وما رايته عليه السلام إلإ الراية المحمدية البيضاء، محمدية في منهجها علوية في فهومها وعلومها بل في الدفاع والمنافحة عن صرحها ووجودها، وهذا الاتحاد بين قضايا المسلمين يبشر بوحدة مصير ومعركة وجود لن تسفر إلا عن فجر صادق بإذن الله بصبيحته يكون أمر الله بالنصر والفرج، وكذلك هو إعلان لمرحلة جديدة في مقاومة الأمة وجهادها والله مع الصابرين.
مبارك لكم مؤتمركم شكرًا للقائمين عليه وشكرًا للعتبة الحسينية ومتوليها وأمينها وهي تتبنى قضايا الأمة وتقف دائماً لتلبية حاجات المسلمين بكل أطيافهم.