مجازر الصهيونية
الأستاذ الدكتور الشيخ علاء الدين زعتري
تمر مذابح الإجرام الصهيوني عبر الزمن المعاصر منذ أكثر من مئة عام إلى الآن، ولا من موقف لها، تاركة لطخة عار في جبين الصهيونية إلى الأبد، قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لّلَّذِينَ ءامَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾ [المائدة: 82].
إذ كيف ننسى مذبحة دير ياسين (1948) عندما دخلتها عصابة من اليهود عام ثمانية وأربعين، وقتلوا أكثر من مائتين وخمسين شخصاً، فأخذوا يبقرون بطون النساء ويقطّعون الأجنة بحرابهم، كما قتلوا اثنين وخمسين طفلاً دون العاشرة وقطّعت أوصالهم أمام أمهاتهم، ثم قتلوا ما بقي من النساء والشيوخ والعجزة وبعض الشباب الذي كان متواجداً في القرية، ثم أخذوا بعض النساء وجردوهنّ من ملابسهنّ وأخذوا يطوفون بهنّ في سيارات نقل مفتوحة في الأحياء اليهودية في القدس.
وكيف ننسى مذبحة سنة (1953) عندما هاجم اليهود قرية صغيرة شمال القدس ونسفوا منازلها بالمدفعية الثقيلة والديناميت وقتلوا السكان الآمنين العزّل وقتلوا النساء والأطفال، ثم أخرجوا ستة عشر شاباً وأُعدموا برصاص الرشاشات، وقبلها أحرقوا عائلة بأكملها في داخل بيوتهم ترهيباً وإخافة لسائر السكان لحملهم على الخروج من القرية.
وكيف ننسى مذبحة غزة سنة (1955) عندما تسلل الجنود اليهود إلى معسكر اللاجئين في قطاع غزة وسلطوا نيران رشاشاتهم وقنابلهم على الآمنين العزّل في خيامهم وقتلوا تسعة وثلاثين شخصاً وجرحوا ثلاثة وثلاثين، وكانوا يقصدون قتل الجميع ولكن الله سلّم.
وكيف ننسى مجزرة كفر قاسم (1956) غداة العدوان الثلاثي على مصر وقف اليهود على أبواب القرية بغير عِلْمِ الفلاحين المسالمين، وأخذوا يحصدون كل من يمر بهم من أهل القرية، وقتل في تلك المجزرة سبعة وخمسون شخصاً منهم سبع عشرة امرأة كما جرح خمس وعشرون.
وكيف ننسى مجزرة رفح عندما نادى الصهاينة في مكبرات الصوت على جميع الذكور من الأهالي من سن الخامسة عشر حتى سن سبعين سنة ليتجمعوا الساعة الخامسة صباحاً في المدرسة الأميرية الابتدائية للبنين في رفح، وهي ذات ساحة متسعة وسور عال مبني بالحجر، وكان الناس لا يستطيعون التخلف، فالبلاد محتلة والجيش الصهيوني مستعد.
بالفعل في الصباح الباكر سارع الناس إلى المدرسة المذكورة والصهاينة على جانبي الطريق يشبعون الناس ضرباً وركلاً حتى وصل العدد في المدرسة إلى حوالي عشرين ألفاً، أُمروا أن يجلسوا القرفصاء فكانوا بحراً بشرياً هائلاً لا يعرف له مصير.
ثم انطلق الصهاينة إلى القرية يقتلون كل من تخلف. وعثروا على أولاد تقل أعمارهم عن خمس عشرة سنة، وعلى شيوخ تزيد أعمارهم عن سبعين سنة، ولكنهم لم يعفوهم من القتل أمام أمهاتهم وأمام النساء.
ثم رجعوا إلى الأمواج البشرية التي تنتظر في المدرسة فصاروا يختارون من يشاؤون ثم يأخذونهم للقتل، وكان أزيز الرصاص لا يهدأ، وانجلت المجزرة عن ساحات مليئة بالجثث والأشلاء. لا حول ولا قوة إلا بالله.
وكيف ننسى مذبحة تل الزعتر (1976) والذي استمرت لأكثر من خمسة وخمسين يوماً ذهب ضحيته أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة قتيل من سكان تل الزعتر كما أن عائلات كثيرة أبيدت بكاملها.
بل كيف ننسى مذبحة صبرا وشاتيلا عندما قامت القوات اليهودية بمباركة أمريكية وأوربية بقصف صبرا وشاتيلا بالمدفعية والطائرات واستمرت المذبحة ستة وثلاثون ساعة راح ضحيتها ألف وخمسمائة قتيل بينهم أطفال ونساء.
وكيف ننسى مجزرة المسجد الإبراهيمي بالخليل حين أطلق ذلك اليهودي رصاصه على المسلمين وهم يصلون الفجر في المسجد الإبراهيمي فقتل ستين مسلماً وجرح أكثر من تسعين مات معظمهم بعد ذلك.
وكيف ننسى إحراق المسجد الأقصى عام (1969) بأيد مجرمة يهودية بل وقاموا بقطع المياه عن منطقة المسجد وحاولوا منع المسلمين وسيارات الإطفاء من الوصول للمسجد، وكاد الحريق أن يأكل المسجد لولا لطف الله جل وتعالى.
إذن، ما يحصل هذه الأيام من مجازر بشعة ما هو حلقة في سلسلة طويلة من المجازر والمذابح والوحشية اليهودية.