أخبار فلسطين

بيان علماء الأمة حول تصريحات ترامب بتهجير أهل غزة

رفض بيان صادر عن علماء الأمة والروابط والهَيْئاتِ الشَّرْعيَّةِ العُلَمائيَّةِ بشدَّةٍ تلكَ القراراتِ الغادرةِ، المُتَجَرِّدَةِ من كُلِّ قيمةٍ أخْلاقيةٍ، بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتهجير أهالي قطاع غزّة.

وأكّد البيان أنّ تهديد الولايات المتحدة بتهجير أهل غَزَّةَ، يندرجُ ضمن مواقفها العدائيَّةِ المتتالية، لاستعداء جميع المسلمين، واللهُ تعالى، يقول عن هذا الصنف في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ َمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة 9]

وأضاف البيان أنّ القراراتِ التي أعْلنَها الرئيسُ الأمريكيُّ، إعلانٌ سافرٌ في الاستخفاف بحقوق الشعب الفلسطيني، وبقناعاتِ أكثرَ من مليارٍ ونصْفٍ من المسلمين، في البلدان العربيَّةِ والإسلاميَّة، وغيرها، وهي قراراتٌ همجيَّةٌ تَلتصقُ عضويًّا بجرائمِ الإبادة الجماعية، التي ارتكبها الكيان الصهيوني.

ولفت إلى أنّ التصريحاتِ الهَوْجَاءَ لرئيس أمريكا بهذا التهجير، لتؤكدُ لجميعِ المسلمين أنَّ حقوقَهم لا يمكن أنْ تُنْتَزَعَ من أعدائِهم إلا بأيديهم هُمْ، ومن خلالِ اتحادِهم تحتَ رايةِ الإسلام وحدَهُ، مِنْ دونِ أيِّ تعْويلٍ على أيِّ مقرَّراتٍ، أو قوانينَ، وأعراف دولية، لأنَّ تلك العناوينَ لم يَعُدْ لها وجودٌ، ولا قيمةَ لها في ظل كفرانِ أصْحابِها بها، قبلَ الآخرين.

وتابع البيان: “نُهيبُ بالدولِ العربيةِ لاتخاذ موقفٍ حازمٍ وقويٍّ، ونَسْتَهْجِنُ المواقف َالرِّخْوَةَ للدُّولِ العربيَّةِ والإسلاميةِ التي لم تتخذ موقفًا حاسمًا، ضدَّ تلكَ الغَطْرسةِ والعَرْبدةِ الأمريكية المنفلتة من أي عقال، ونؤكِّدُ على ضرورةِ أن تُعْلنَ كافّةُ الدُّولِ العربيَّةِ والإسلاميّةِ، مواقفَها لتتخذَ القراراتِ اللّازمةِ لردْعِ هذه الغَطْرسةِ الرَّعْناء، ولاسِيَّما تلكَ الدُّولُ المعنيَّةُ بشكْلٍ مباشرٍ بالتهجيرِ.

وكذلك دعا بيان علماء الأمة المسلمين في كُلِّ مكانٍ إلى إظهار رفْضِهم، وغضبهم، وتحدِّيهم لهذه الجريمة التي يلوحُ (ترامب) وفريقُهُ باقترافها، كما ندعو كل الدول والهيئات الإسلامية إلى إظهار هذا الرفض، وإلى التحشيد لإظهار وحدة وتحدي المسلمين، لهذه القرارات، من نواكشوط غربًا إلى جاكرتا شرقًا، وتحريك المناوئين لهذا الظلم في كل بقاع الدنيا، وتوعية العالم بفداحة هذه الجريمة المتوقعة، من حكومة (ترامب) والمجموعات الصهيونية، التي تسعى إلى استغلال رعونة، وتهَوُّرِ (ترامب) لترسيخ وجود دولة المجازر الإرهابيّة.

وكذلك، دعا البيان العلماء في أرجاء العالم الإسلامي إلى توعية المسلمين، وإزالةِ الغشاوة عن أعين الغافلين منهم بطبيعة ما يُسمى بالديمقراطيات الغربية، التي تجيءُ الأحداث كل يوم لتبين انعدام جدارتها، بأن تمثل نموذجًا عالميًا قيميًا، يمكن أن يُحتذى، وتبصيرُهم بحاجة العالم كلِّهِ إلى قيَمِ الإسلام وعدالته ورحمته وحضارته، وتأكيدُ قيامهم بواجب الشهود الحضاريّ العادل لقيادة البشرية من جديد.

وأيضًا، دعا البيان المقاومة في غزة إلى الحذر من نكث العدو لاتفاقه بعد تسليم آخر دفعة من الأسرى، والبدء بمشروع تهجير كلي أو جزئي، داعيًا أهل غزة وعموم فلسطين خاصةً، والمسلمين عامةً، إلى مقابلةِ مثلِ هذه التهديدات والمخاطر، بإيمان صادق، وبذلٍ متواصلٍ، وترك مطلق الوَهَنِ وأسْبابِهِ، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ..﴾. [سورة آل عمران: 173 -175]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى