من كراكاس إلى فلسطين ولبنان: بالمقاومة نحيا وننتصر
منذ الأزل، تتناقل الشعوب راية النضال كأنها شعلة لا تخبو، تُوقدها قلوب الأحرار، وتُحييها أرواح الثائرين الذين أبت ضمائرهم أن تنحني أمام الظلم والاستبداد، مهما اختلفت الجغرافيا أو اللغة.
من كراكاس إلى شوارع غزة، تمتد جسور التضامن بين النضال الفلسطيني ووجدان قادة أمريكا اللاتينية، الذين رأوا في فلسطين رمزًا عالميًا للمقاومة والصمود، يتجاوز حدود المكان والزمان.
في هذه الأيام، تستعد العاصمة الفنزويلية كراكاس لاستضافة المؤتمر الدولي للتضامن مع فلسطين، بتنظيم مشترك بين الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، ومعهد سيمون بوليفار للسلام، والرابطة اللاتينية للعودة إلى فلسطين، والذي ينعقد في 29 و30 نوفمبر 2024.
يأتي هذا المؤتمر في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي، حيث تتعرض غزة لإبادة غير مسبوقة، بينما تواجه الضفة الغربية والجنوب اللبناني اعتداءات صهيونية شرسة.
منذ زيارة الثائر الأممي تشي غيفارا إلى قطاع غزة عام 1959، أصبحت القضية الفلسطينية جزءًا أصيلًا من الوعي الثوري لدى قادة أمريكا اللاتينية. غيفارا، الذي رأى في نضال الفلسطينيين امتدادًا لنضال الشعوب المستضعفة حول العالم.
تلاه القادة الثوريون، مثل فيديل كاسترو وهوغو تشافيز، الذين استمدوا من إرث سيمون بوليفار قوة وصلابة لمواجهة الإمبريالية، مؤكدين أن فلسطين ليست مجرد قضية محلية، بل رمز عالمي للكفاح من أجل الحرية.
تحت شعار “بالمقاومة نحيا وننتصر”، يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية القضية الفلسطينية كجزء من النضال الإنساني ضد الاستعمار، وليكون منصة لنشطاء من أنحاء العالم لتأكيد:
1- تعزيز التضامن العالمي مع المقاومة الفلسطينية.
2- ربط نضالات شعوب أمريكا اللاتينية ضد الإمبريالية بنضال الشعب الفلسطيني.
3- محاسبة الاحتلال على جرائمه الممتدة منذ النكبة وحتى اليوم.
4- تعزيز ودعم حملات المقاطعة بكل أشكالها.
هذا المؤتمر هو رسالة تذكير بأن فلسطين لم تكن يومًا قضية محلية، بل رمزًا عالميًا لكل المظلومين والمضطهدين. إن صمود غزة والضفة الغربية هو امتداد لصمود الشعوب الأصلية التي واجهت الاستعمار عبر التاريخ، ولتضحيات المناضلين الذين آمنوا بأن الحرية تستحق كل ثمن.
على هذه الأرض التي تحتضن ذاكرة الشهداء والثوار، تقف غزة شامخة كطائر يرفض الانكسار. وعلى جبال فنزويلا، حيث حلم بوليفار و تشافيز، يرتفع صوت فلسطين ليؤكد أن الحرية لا تتجزأ، وأن المقاومة حياة. وبالمقاومة، نحيا وننتصر.