“علماء المسلمين” في العراق: جرائم الاحتلال في غزة انتقام مؤصل في الشخصية الصهيونية
أصدرت هيئة علماء المسلمين في العراق، بياناً بشأن المجازر الدموية والجرائم ضد الإنسانية التي يواصل كيان الاحتلال ارتكابها في قطاع غزّة، وأنحاء فلسطين المحتلة.
وقال بيان الهيئة إنّه في غضون الأيام الأربعة الماضية (14-17/ 12/ 2024) ارتكب الاحتلال الصـهيوني أكثر من (17) مجزرة في جميع أنحاء قطاع غزة؛ خلّفت (184) شهيدًا و(587) مصابًا جلّهم من النازحين، وأكثر الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن، وقد صاحب هذه المجازر تدميرًا واسع النطاق لما تبقى من آثار أو معالم للأبنية وأماكن الإيواء، فضلًا عن استهداف المشافي ومرافقها وخيام النازحين والقاطنين فيها، في ظل حصار مطبق ولا سيّما على المناطق الشمالية من القطاع التي تواجه أزمات من الجوع والأمراض وانعدام مقومات الحياة.
وقد أظهرت المشاهد -في هذا السياق- طغيان الاحتلال ووحشيته في ارتكاب جرائم التطهير العرقي، حين وثقت الكاميرات جنوده وهم يطالعون الكلاب الضالة تنهش جثامين الشهداء المنتشرة في مناطق محافظة شمال غزة، بموازاة منعه طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشال الجثث أو إخلاء الجرحى والمرضى، مع إصراره على القيام بعمليات التهجير القسري للمدنيين الذين باتوا منذ أكثر من عام ما بين قصف وتهجير، وحصار وتجويع؛ ما خلّف آلاف الضحايا بينهم مئات الأطفال الذين فقدوا أرواحهم بسبب سوء التغذية الذي وصفته منظمات صحية وحقوقية دولية بأنه الأزمة ذات المستوى الأعلى في العالم.
ويحصل هذا كلّه في وقت تشهد أحياء في مدينة القدس المحتلة، ومناطق عديدة في الضفة الغربية أبرزها: (جنين) و(نابلس)؛ تصعيدًا أمنيًا وعسكريًا، شهد زيادة في: الاقتحامات الممنهجة للمسجد الأقصى المبارك، وحملات الاعتقال، وجرائم القتل والاغتيالات، والاعتداءات على الأهالي، والهدم الذي يطال المنشآت السكنية، وإرغام الناس على إخلاء منازلهم في سياق عمليات التغيير الديموغرافي التي تنتهجها سلطات الاحتلال؛ وذلك جميعه في عمليات مشتركة تارة ومنفردة تارة أخرى من جانب قوات الاحتلال وقوات السلطة التي رضيت مع الأسف الشديد أن تكون أداة رخيصة للمشروع الصـ.ـهـ.ـيوني.
وأشار بيان الهيئة إلى أنّ التصعيد الإجرامي الذي ينتهجه الاحتلال الصـهـيوني تجاه المدنيين، ليس مجرد رد فعل آثم على ما أصاب جيشه من انكسار وخسائر جسيمة في معركته التي تورط بها في قطاع غزة، بقدر ما هو انتقام مؤصل في الشخصية الصهيونية حينما تعجز عن الوصول إلى مآربها؛ ولا سيما مع إعلان قسم التأهيل بوزارة الحرب الصـهـيونية إصابة أكثر من (13) ألفًا و(500) صهيوني منذ بداية الحرب التي أقرّت وسائل إعلامه بمقتل (818) جنديًا فيها حتى الآن، وعلى الرغم من قناعتنا بمنهجية الاحتلال في تقزيم أرقام وإحصاءات خسائره وحرصه على طمس الحقائق المتعلقة بها، فإن إقراره بجزء منها دليل على أن صنيع المـقاومة الفلسطينية ما يزال مؤثرًا على النحو الذي يتطلب أن تُكافئها الأمّة بالدعم والتأييد والنصرة بأصنافها ومستوياتها كافة.