اسم يَعني الإفساد
ما الذي تضيفه إلى معرفتنا هذه القضية الجديدة المتعلقة بما يسمى برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس، والفضيحة التي أثيرت حوله من قبل بعض الصحف الغربية ؟
في رأينا لا جديدَ إلا تأكيد ما هو معروف ومؤكَّد، وإن حاولوا إخفاء الأدلة عليه، والأمثلة التي تشير إليه؛ وهذا القديم الجديد هو أن وجود هذا الكيان الغاصب مرتبط بالفساد والإفساد، والسرقة والقتل، والتخريب والإجرام.
وقبل الاسترسال في الحديث لابدّ من التنبيه إلى أن هذه الفضيحة نفسها قد تكون “فضيحة مبرمجة”، ومدروسة بإتقان وعناية، وهذا هو الراجح والله أعلم، وأنَّ جهاز مخابراتٍ ما لدولة “كبرى”، أو أجهزة تابعة لأكثر من دولة قد يكون “الموساد” نفسه منها؛ تقف وراء نشر هذه المعلومات والأسماء لغايةٍ غير نزيهة بكل تأكيد.
ومهما يكن الأمر، فإنّ ما يعنينا هو أن نتعلم ونتفهّم ونتفقّه، ونتأكد دون تردد ولا شكّ أن الفساد والإفساد، وصناعة الشرّ وأجهزته، وترويج الخبائث بين الناس، هي طبيعة أصيلة في هذا الكيان، ولا يمكن اجتثاث هذه الخصلة منه، كما لا يمكن إصلاح الذئب.
وثمّة أمرٌ آخر يجب أن يعيَه كل أولئك الذين يراهنون على إقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني، وهو أنَّ الحماقة كلَّ الحماقة هي في أن يظنّ الإنسان أن هذا الكيان سيتعامل مع أي دولة أخرى تعاملًا طبيعيًا، فيه مكان للثقة ولكلمة الشرف، أو احترام للعهود والمواثيق؛ وعلى من يمنّي نفسه بعلاقات طبيعية مع المحتل والغاصب والمفسد أن يراجع مسيرة هذا الكيان منذ كامب ديفيد وحتى اليوم، ليتأكد من أن هذه الاتفاقيات الذليلة لم تكن إلا بوابات جديدة نَفِذ منها العدو إلى تلك الدول ليعيث فيها فساداً وجاسوسيةً وأذىً !
ولتلك الدول التي يقال إنها اشترت برنامج “بيغاسوس” نقول: هل أنتم واثقون من أن “إسرائيل” لا تتجسس عليكم ؟ وخاصة من خلال هذا البرنامج الذي اشتريتموه منها، حيث تتجسس بواسطته عليكم وعلى من تتجسسون أنتم عليه ! وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل، ولا يتغافل عنه إلا أحمق مغرور ؟
هل تتوقعون أنتم أن تكونوا بمنأى عن تجسس هذا الكيان الذي لم يتورّع عن التجسس على أرباب نعمته في الولايات المتحدة، وما أكثر قضايا التجسس التي أثبتتها المحاكم الأمريكية ضد “إسرائيل”، ثم قام الرؤساء الأمريكيون بطيّ أخبارها تجنّبًا للفضائح، وما قضية الجاسوس “جوناثان بولارد” ببعيدة عن الجميع.
وأمّا أنتم أيها الأصدقاء:
دعوا العالم ينشغل اليوم بالضجة المثارة “المشبوهة” حول برنامج “بيغاسوس”، ودعونا ننشغل نحن بواجباتنا، ونتابع العمل من أجل قضايانا، ونحدد أولوياتنا وعلى رأسها:
1- وحدة الصفّ والتماسك فيما بيننا، لأجل فلسطين، ولأجل الخير لبلادنا وشعوبنا والإنسانية كلها.
2- الحذر كلّ الحذر من أي دعوة للتفريق بين صفوف الأمة بعناوين طائفية أو مذهبية أو غيرها، وهذا الأمر جزء من صيانة وحدة الصفّ، لكننا نؤكد عليه لخطورته الكبيرة.
3- دعم صمود الشعب الفلسطيني بكل الأساليب الممكنة، ماديًا ومعنويًا، وعدم التهاون في ذلك، ولو بشقّ كلمة.
4- نشر حقائق القضية الفلسطينية بالأساليب المختلفة، وبكل اللغات، وخاصة لأبناء الدول العربية والإسلامية، ومواجهة الافتراء الإعلامي الصهيوني.
5- التأكيد على تعريف فلسطين كما يراها الشعب الفلسطيني وكل أبناء الأمة، وعدم الموافقة على اقتطاع أي جزء من أراضيها مهما كان صغيرًا.
6- تعريف العالم بجرائم الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى كشف الأباطيل والأساطير التي تذرع بها مع الغرب لإقامة دولته العنصرية.
7- رفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، والتأكيد على دورها في تمكين العدو، واندفاعه نحو مزيد من الإجرام بحق الشعب الفلسطيني.
محمد أديب ياسرجي
أمين سر الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين