أخبار فلسطين

المؤتمر الإسلامي العربي لمناهضة التطبيع التربوي: هدف التطبيع التربوي اختراق جميع حصوننا الثقافية والتربوية والفكرية

اختتم المؤتمر الإسلامي العربي لمناهضة التطبيع التربوي، الذي يُقيمه مركز الأبحاث والدراسات التربوية مع اتّحاد المعلّمين العرب، في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية، من دول عدة مثل: لبنان، سورية، اليمن، مصر، الجزائر، المغرب، تونس، العراق، البحرين، باكستان وإيران.

دراسات أكاديمية متنوعة في جلسات المؤتمر الأربعة

وتناول المؤتمر في جلساته الأربعة دراسات متخصّصة، الأولى جاءت تحت عنوان “دور المؤسسات التربوية والأكاديمية في مناهضة التطبيع التربوي”، قدّمت فيها مداخلة تناولت “مخاطر التطبيع التربوي عبر المؤسسات التربوية والأكاديمية ودورها في مناهضة ذلك” للدكتور جلال فيروز من البحرين، وتلاها مداخلة ثانية بعنوان “التطبيع في التعليم ” دراسة لحالة المناهج في باكستان” قدّمها الدكتور أبو حسن بخاري من باكستان وهو باحث في القانون الجنائي في مركز إقبال الدولي للأبحاث. وأدار الجلسة الدكتور عباس خاميار المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في لبنان.

أما الجلسة الثانية، فكانت بعنوان “التطبيع في المناهج التربوية والتعليمية، بين الواقع والمناهضة”، قدّمت فيها مداخلة تناولت “التطبيع في مناهج التعليم العربية: المظاهر وسبل المقاومة”، قدّمها الدكتور هزرشي بن جلول من الجزائر، وهو مسؤول تخصّص دراسات عليا في كلّية العلوم الاجتماعية والإنسانية.

كما حصلت مداخلة ثانية بعنوان “مخاطر التطبيع في التعليم” قدّمها الدكتور كمال مغيث من مصر، وهو باحث في شعبة البحوث السياسية في المركز القومي للبحوث التربوية. أدارت الجلسة الدكتورة لور أبي خليل الأمينة العامّة للتجمّع الأكاديمي في لبنان لدعم فلسطين.

والجلسة الثالثة تناولت عنوان “دور البحث العلمي في مناهضة التطبيع التربوي”، والمداخلة الأولى كانت “التطبيع من داخل الإطار الفكري والعلمي والتربوي: الصراع العربي الإسرائيلي ونهاية الدولة القومية”، تقدّمها الدكتورة خديجة الصبّار من المغرب، وهي باحثة في الفلسفة وأستاذة في كليّة الآداب والعلوم الإنسانية.

وبعدها، تناولت المداخلة الثانية بعنوان “دور البحث العلمي والتربوي في مناهضة التطبيع”، للدكتور مصدّق الجُليدي من تونس، وهو رئيس الفرقة البحثية في مركز حوار الحضارات والأديان المقارنة. إدارة الجلسة للدكتور مصطفى الزغبي، وهو أستاذ جامعي وباحث أكاديمي وقانوني.

وآخر الجلسات، كانت تحت عنوان “دور الإعلام في مناهضة التطبيع التربوي”، تستعرض المداخلة الأولى “أدبيات التطبيع التربوي في الإعلام، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في التطبيع التربوي”، يقدّمها القاضي عبد الوهاب المحبشي من اليمن، وهو أستاذ محاضر وكاتب وباحث قانوني. وتستعرض المداخلة الثانية “دور الإعلام في التطبيع التربوي” للدكتور حيدر البرزنجي من العراق وهو أستاذ محاضر وباحث سياسي وأكاديمي. إدارة الجلسة للدكتور خلف المفتاح من سوريا، وهو مدير عام مؤسّسة القدس الدولية.

قصير: ما دام هناك غيارى فلا خوف على فلسطين والقدس

وخلال المؤتمر قال المدير العام لمركز الابحاث والدراسات التربوية، عبد الله قصير، إنّ “هناك سعيًا جادًا من قبل المطبعين لكي وعي أجيالنا”، مضيفًا أنّ “التطبيع التربوي يستهدف عقول الناشئة ووجدانهم لتغييب قضية فلسطين والقدس كقضية مركزية وأولى للعرب والمسلمين، وتغييب تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عن البرامج التعليمية والتربوية”.

ورأى قصير أنّ “التطبيع التربوي يهدف إلى اختراق جميع حصوننا الثقافية والتربوية والفكرية من أجل اجتثاث ثقافتنا المقاومة والرافضة للاحتلال وإحلال ثقافة الذل والهوان للمحتل”.

ودعا قصير أصحاب العلم ووسائل الإعلام وكل من يؤمن بالقضية الفلسطينية إلى أن “يتحمّلوا المسؤولية لمواجهة أخطر انواع التطبيع، لأن ذلك يستلزم جهودًا كبيرة”، موضحاً “أننا قادرون على إفشال المشاريع التطبيعية التي تستهدف الأمة في عقول أبنائها وتاريخها، من خلال الاستفادة من كل العاملين في الساحات التربوية”.

كما أشار إلى إنّ “تجربة الشعوب العربية هي خير دليل على أنّ التطبيع سيبقى مرفوضًا، حتى لو تم مع الحكومات، ففي المقابل هناك رفض قاطع له على المستوى الشعبي، وهذا ما يغيظ العدو”.

وختم قصير قائلًا إنه “ما دام هناك غيارى متكاتفون، لا خوف على فلسطين والقدس، ولن يستطيعوا تحقيق أهدافهم من وراء هذا التطبيع”.

المرتضى: الجهل لا يصلح سبيلًا للمقاومة ولا ينتج انتصارًا

بدوره، أكد وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى أنّ “التطبيع الحقيقي الذي ندعو إلى تطبيقه يكون بإعادة الأمور إلى طبيعتها، أي باجتثاث الاحتلال وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق”، معتبرًا أنّ “الأخطر في الاحتلال أنه لا يستهدف الأرض بل تاريخ وتراث الشعوب”.

وشدد المترضى في كلمةٍ له خلال المؤتمر على ضرورة “عقد العزائم على العمل بصورة إيجابية لإبراز شخصيتنا القومية، وإيضاح حقيقتنا الحضارية التي تفضح الاحتلال”، مشيرًا إلى أنّ “الوجدان العربي لا يزال قلبه ينبض وحناجره تهتف لفلسطين وهو بخلاف الحكومات المطبعة، لا زال مؤمنا باسترجاع الارض والحق”.

واعتبر أنّه “واجب علينا أنّ ننشر المزيد من الوعي التربوي والقانوني لتبقى الأجيال أمينة على قضية لن تنتهي إلا بالانتصار الحتمي”، لافتًا إلى أنّ “الجهل لا يصلح سبيلًا للمقاومة ولا ينتج انتصارًا، والمعرفة سلاح فعال في مقارعة الاحتلال، ما يكسب مؤتمركم أهمية قصوى”.

مكحّل: يجب مقاومة التطبيع التربوي بلا هوادة 

من جهته، توقف الأمين العام لاتحاد المعلّمين العرب الدكتور هشام مكحّل عند أهمية انعقاد هذا المؤتمر في الوقت الذي راحت أنظمة التطبيع تبالغ في ارتمائها على اعتاب العدو الصهيو أميركي، بكل ذل ونذالة، دون وازع من دين أو رادع من ضمير.

واعتبر مكحّل أنَّ التطبيع مرفوض جملةً وتفصيلًا بكل مجالاته سواء أكان سياسيًا أم اقتصاديًا أم دبلوماسيًا أم سواه، ولا بدّ من مجابهته، مؤكدًا وجوب مقاومة التطبيع التربوي بلا هوادة، بكل الأساليب وأطراف المنظومة المقاومة: من خلال الأسرة، والمدارس والجامعات والمعاهد والكلّيات.

وأضاف أنّ “استهداف عقول أجيالنا في محاولة لغسل الأدمغة من كل القيم والمعارف والمواهب، ووحشوها بالغث من الأفكار وسفاسف الأمور، وإنّ معركة المناهج دائرة الآن في الأرض المحتلة ولا سيّما في القدس المحتلة”.

وشدَّد الأمين العام لاتحاد المعلّمين العرب على أهميّة تنظيم ورش عمل لكل محور من محاور المؤتمر عقب انتهاء أعماله كي يكون لكل منها مخرجات محدّدة يتم العمل بها لتفعيلها في خطّة عمل مبرمجة وواضحة، داعيًا إلى تضافر الجهود من أجل إحقاق حقوق المعلّم، بوصفه الركيزة الأساسية في هذه المجابهة.

ولفت إلى “ضرورة إشراك الاتحادات الشعبية والمهنية العربية في هذا الدور لا سيّما إذا ما استخدمنا سلاح المقاطعة الذي لا بدّ منه، مع تعزيز العمل مع القوى الشعبية العربية الأخرى، من خلال المؤتمرات القومية والإسلامية والأحزاب والنقابات”.

وختم مكحّل برسالة للمطبعين قائلًا: “أنتم وأسيادكم عابرون في كلامٍ عابر.. فأنتم جميعًا إلى زوال، ولن يطول الزمان، فالنصر آتٍ لا ريب فيه.. فهو مشيئة الله ووعده، وإرادة لشعب وحقّه، وحتمية التاريخ ومنطقه”.

من حانبه، رأى رئيس “الجمعية اللبنانية لمقاومة التطبيع” وعضو “حملة مقاطعة داعمي إسرائيل”، عبد الملك سكرية، الذي تسلّم درعًا تكريمية من وزير الثقافة اللبناني محمد مرتضى، أنّ “أوّل خطوة هي عملية وضع التطبيع تحت المجهر ودراسته بعمق، لنعرف أين وصل. وبناءً عليه، يتمّ تنظيم خطّة أو استراتيجية مواجهة”.

ووضع سكرية المؤتمر في إطار “عصف ذهني، لنعرف كيف نصل إلى الطلاب”، واستذكر سكرية رئيس حملة المقاطعة المناضل الراحل سماح إدريس، مشدّدًا على تحفيز “المقاومين” في الحملة على متابعة نشاطهم.

المصدر: الملتقى العلمائي + موقع العهد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى