مقالات

آن الأوان

مما تناولته بعض أفلام الخيال العلمي، أنهم وبعد أن اتفقوا على إخراج مخلوق بيولوجي تم إنتاجه في المختبرات، يتمتع بقدرات نوعية، ولا يُصاب بالإعياء أو التعب أو الهرم أو الضعف، وكذلك لا يضعف عاطفيًا أمام المغريات مهما بلغت درجات الجمال والإغراء، كما هو الحال عند الإنسان الطبيعي، وبعد خروجه من المختبرات لممارسة المهمة التي وُجد من أجلها، تمرد على صانعه وخرج عن أصل المهمة التي أُوجد لأجلها، وبات يعيث فسادًا ويُضر بمصالح الجميع.

فكان القرار الذي أجمع عليه صانعوه هو أنه لا بد من إنهاء مهمته من خلال إنهاء وجوده، لأنه القرار الأسلم لصالح الجميع: الإنساني والعلمي. وبدأ يُطارد من الجميع، حتى تمكنوا منه ونجحت عملية الإنهاء بعد جهد كبير، عندها استراح الكل، وخرجوا من عقدة الذنب التي ارتكبوها بحق الإنسانية جمعاء.

هل يمكننا اليوم أن نقوم بنفس المهمة الضرورية والملحة، والتي تحتاج إليها البشرية جمعاء لينعم الجميع بالأمن والسلام والاستقرار، من خلال إنهاء وجود كيانٍ شبّ عن طوق المهمة التي وُجد من أجلها، ويقتل كل معاني الرحمة والأمن والاستقرار، وبات ينشر الرعب والقتل والدمار حيث حلّ، وأصبح جالبًا للّعنة على صانعيه وداعميه، بل تمرد عليهم أنفسهم فلا يخضع لقراراتهم ولالبرامجهم التي يظنون أنه بإمكانهم من خلالها قيادة العلم نحو الرقي والاستقرار والأمن الذي يجلب لهم كل المنافع والامتيازات، ويتربعون على عرش قيادة البشرية.

نعم، إنه الكيان الصهيوني الذي لا يعرف قدرًا للحق أو الأمن أو السلام أو الإنسانية، لقد خرج عن الطوق والمهمة، وبات من الواجب على الجميع حصره ومحاصرته كما تُحاصر الكريات البيضاء الجراثيم حتى يتم القضاء عليها، لينعم الجسم كله بالراحة والسعادة من دون ألم أو إعياء، ليقوم صاحبه بالمهمة التي أوجده الله للقيام بها.

مطلوب اليوم أن يتحرك الجميع بمقاطعة هذا الكيان ومحاصرته، فلا تبادل علمي ولا جامعي معه، ولا تبادل تجاري أو صناعي، ولا سماح له باستيراد السلاح أو تصديره من أي مكان ومن أي مصنع مهما كانت علامته التجارية، ولا تعاون معه بأي ملف أمني أو عسكري، ليتم عزله تمامًا عن أي دور في المنطقة، ولا مشاركة سياسية له بأي ملف سياسي يخص العالم والمنطقة بشكل خاص، ولا مشاركة لأي فرق رياضية في أي بطولة خارج كيانه، ليشعر كل من هم تحته في الكيان أن هذا الكيان بات مصيبة عليه، وجالبًا لكل المخازي والحصار، ولا يتقدم بأي منحى من مناحي الحياة الضرورية والهامة لبقاء الجميع.

ويصبح المخرج الوحيد والآمن هو تفكيك هذا المخلوق العبثي وإنهاء مهمته، ليعيش كل العالم بأمن من هذا المخلوق البيولوجي المتمرد على الإنسانية وقيمها النبيلة، وسيجد كل أفراده الأمن والاستقرار مع الجوار القطري والإقليمي والدولي، دون خوف على المستقبل الذي يرغبون به وينتظرونه.

منسّق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى