مقالات

عاقَبَتْنا “إسرائيل” لأننا أسمعنا صوت بكائنا الأممَ المتحدة

وحده من يحمل الصليب يعرف مقدار وزنه” (مثل من بيرو)

يروي الإنجيل أنّ يسوع ساعده على حمل صليبه رجل اسمه سمعان القيريني؛ أما شعبنا فالعالم السيّء الظالم تركه يواجه جلجلة لعقود وعقود.

سنة 1970 زارني رجل أميركي؛ كانت الضفة الغربية وغزة والدول العربية تتلوّى أَلَمًا من كارثة 1967.

أذكر أنّ ضيفي قال لي: “اليهودي الصهيوني، اليوم، في بلادكم يتجول مثل شِبْلٍ يخيف الضعفاء والصغار فقط، وهذا الشبل سينمو وسيأتي زمن تكونون فيه أنتم وكل العرب كالخراف في عرين الأسد”.

هو ذا نحن فعلًا في عرين الأسد طعامًا وفرائس للصهاينة.

نحن محاصرون في عرينه.

دولنا العربية بالتطبيع تتهافت نحو عرين الأسد.

نعيش ونعرف ما هو ألم المرض والجوع والعطش والخوف والحصار والظلم والطغيان.

عاقَبَتْنا “إسرائيل” لأننا أسمعنا صوت بكائنا الأممَ المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية، ودول كثيرة حرمتنا من حقنا في البكاء فامتنعت عن التصويت لصالحنا.

لقد صبرنا حتى لاتَ مصطبرٍ، أفلا نقتحم يا قادتنا حتى لات مقتحم؟

حتى متى تعللون أنفسنا بالآمال؟

لا نعرف بعد كل هذا التيه وبن غفير ونتنياهو أملًا. مشينا خطى طويلة كَتَبْتُموها علينا والمثل من بيرو يقول: “عندما يكون الطريق طويلًا، حتى النعال تشعر بالضيق”.

الأمم التي نتطلّع إليها لتخلصنا لا فائدة منها، فهي لو كانت ذهبًا لعرفنا لمعانها حين طرقناها و “الذهب، عندما يُضْرَب؛ يلمع” (متل من بيرو).

صحيح أنهم منّونا بحلّ قضيتنا وإنهاء شتاتنا بالعودة، لكنّهم نكثوا وعودهم لضعف شخصية مؤسستهم العميقة: “الوعود قوية بقدر قوة الشخص الذي يعطيها” (ستيفن ريتشاردز).

بقلم الأب منويل مسلّم
رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى