مقالات

يا أنصار الإنسانية

سياسة التطهير العرقي التي اتبعتها الولايات المتحدة بحق أهل الأرض في أمريكا لتجد مكاناً لمرتزقتها ومجرميها وشذاذ الآفاق الذين أتعبوا كل المصلحين، وعجزت كل وسائل الإصلاح عن تقويم سلوكهم، ثم رفع هذا المجرم بعد أن ارتكب كل أنواع الجرائم بحق الإنسان والحيوان والبيئة شعار الحرية والعدالة ليخفي تلك الشخصية المسخ وراء تلك الأقنعة المزيفة، ويمارس بعد كل هذه الجرائم دوراً قذراً في استعباد واستعمار البلاد، ويٌرحّل أهل الأرض بسياسة الاستعمار الإحلالي، وهو الاستعمار الأبشع في العالم.

اليوم تأتي ربيبة هذه السياسة الاستعمارية الإحلالية  “إسرائيل” لتمارس نفس السياسة الإحلالية في زمن الحريات، والديمقراطيات، وحقوق الإنسان، على الشعب الفلسطيني الثائر ليسترد أرضه وكرامته وحريته وضحكة أطفاله، وليحرر مقدساته وهويته وتاريخه. إنها تماهي الشخصية والرؤية، لأنهم في النهاية غزاة ومستعمرون ولا أخلاقيون.

جندي إسرائيلي يتشاجر مع شاب أعزل، ولا يحمل أي نوع من الأسلحة المادية، وليس مدججاً بأدوات الدفاع عن النفس كما هو خصمه الجندي الصهيوني، ماهي المعادلة؟ قتل بدم بارد ! قمة النذالة والجبن والهزيمة الداخلية، وتنفيذ لمخططات الإلغاء والإنهاء والترنسفير القسري، من خلال سياسة التخويف والقتل المننهج، ليحل شذاذ آفاق وقتلة قذرون بدل أهل الأرض الحقيقيين.

من هنا نقول: ستبقى جنين ونابلس وغزة والقدس في حالة مقاومة دائمة، ولن ترهبهم غطرسة العدو وماكينته العسكرية ولا الأمنية ولا الإعلامية، وسيرى هذا العدو من بسالة شعب فلسطين أكثر مما رآه الأمريكي في فيتنام،، وسيرجع الكثير من جنوده يعانون من هوس المقاومة وشراستها، وسنقرأ في الأيام القادمة الكثير من التقارير والتحاليل التي تقول: لقد كنا على خطأ عندما ظننا أننا سنمكث في فلسطين بسلام وأمن، وكنا كذلك على خطأ عندما ظننا أن احتلال فلسطين مثل احتلال أمريكا، وأن إحلال شذاذ في فلسطين يشبه إحلال شذاذ في أمريكا.

ونقول أيضاً لكل الأطراف الدولية: عليكم القيام بواجبكم تجاه الشعب الفلسطيني الذي أُخرج من أرضه بغير حق، عليكم السعي لعودته  إلى أرضه، لتنقذوا إنسانيتكم وحريتكم وأفراد شعوبكم، لأنكم إن لم تفعلوا ذلك ستأتي الصهيونية لداركم من جديد، ولن يمكنكم بعد ذلك من إخراجها كما أخرجتموها بالأمس، وستحكم ليس فقط بالإقتصاد كما كانت بالأمس، ولكنها ستفرض عليكم الهوية الجديدة، والرؤية الجديدة، وستستعبدكم لتثأر لتاريخها المزعوم ، وللمحرقة المكذوبة، لأنهم حاقدون وقتلة وفاسدون.
هل سنعي ذلك على كل المستويات ؟
أم سننتظر الساعة التي لا رجعة بعدها ؟
لاتزال الفرصة مواتية للتصحيح والاستدراك، لأن الأمر يستحق.
السلام عليكم يا أنصار الإنسانية.

بقلم الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو
منسق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى