مقالات

من أخذكم بالسيف فبالسيف أهلكوه

بقلم الأب منويل مسلّم – رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس

“تقضي الحكمة على الأعرج ألا يكسر عكازه على رأس عدوه” (جبران خليل جبران).

يقف الشعب الفلسطيني أمام خيارين؛ فإما أن يَقْبَلَ عدوَّه ويحتفظ بعكازه ويستكين ويخسر بلادَه وحريته وكرامتَه، أو أن يكسر عكازَه على رأس عدوّه ولو خسر حياتَه ليربح كرامتَه فقط.

الذي يعيش ويتعايش مع عدو متوحش مثل الصهاينة لا كرامة له، وأي شرف يفوق شرف الاستشهاد من أجل كرامةٍ ووطنٍ وقدسٍ وشعب!

عزيزنا جبران خليل جبران: الفلسطيني تحت احتلال، وأمام دول عربية طبّعت أو صالحت، ودول كتبت مبادرة تمنح غزاةً ولمَم أفراد مستعمرين ثلاثة أرباع وطن؛ وفي مواجهة عالم ظالم يَسْحق الضعفاء ولا يحميهم.

يترك الجياع يتضوّرون ولا يطعمهم، والعطاش فلا يسقيهم، والعراة فلا يكسوهم، والمشردين فلا يأويهم، والمرضى فلا يداويهم.

أليس هذا ما يجري علينا في غزة والضفة الغربية؟ أليس الناس جياعاً وعطاشاً وعراة ومشردين وخائفين في فصل الشتاء القارص، وبيوتهم مهدمة وأطفالهم شهداء ومن بقي حياً أصابه العمى أو الصمم أو تهتكت مصارينه من قصف الطائر ات والمدافع؟ أليس هنا أطفال ماتوا خنقاً تحت الأنقاض ولم يستطع أحد ان ينقذهم!

أليس هناك أطفال طردوهم من المشافي ورضّع وخدّج رموهم خارج غرف العناية وماتوا ولم يجدوا من يدفنهم! أليس هنا جرحى أجريت لهم عمليات جراحية وبتر أعضاء بدون مخدر! أليس هنا أمهات ولدن حديثًا في العراء دون مساعدة أحد وليس لديهن قطعة قماش يكسين بها الصغير. يا لآلام هؤلاء جميعًا!

إنّ الحكمة السماوية تقول: “من أخذكم بالسيف فبالسيف أهلكوه”.

 ما بقي في قلوبنا رحمة ولا شفقة ولا إنسانية تجاه وحوش إرهابيين يمكن بها أن نصفح عنهم أو نقبل التعايش معهم.

لذلك من هنا من غزة انطلقت المقاومة، هؤلاء مقاومة وليس “داعش” رغمًا عن أنفكم أيها الصهاينة قطاع الطرق، من المخيمات انطلقت الكرامة.

في المخيمات استيقظت البندقية التي بعد الله تُعِزُّ ضحايا المستعمر المتوحش، سنكسر بنادقنا وهي عكاز شعبنا على رؤوس من داس عنفواننا فأمام العبودية والموت لا خيار لنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى