أخبار الملتقى

قاسم: لا يوجد أي مبرر ولا أي مصلحة لدول التطبيع في حماية الاحتلال

رأى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنّ العالم اليوم مبني على سيطرة القوّة ومصلحة أمريكا، وأنه لا يمكن استعادة فلسطين والقدس إلّا بقوّة المقاومة.

كلمة الشيخ قاسم جاءت خلال “ملتقى مسلمون ومسيحيون في مواجهة التطبيع” الذي نظمته الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين ضمن فعاليات أسبوع الانتفاضة، بمشاركة شخصيّات سياسيّة وعلمائيّة بارزة.

وأوضح الشيخ نعيم قاسم أنّ بقاء حكّام الخليج ظلمًا وعدوانًا مسلّطين على شعوبهم مرهون بتبعيّتهم لأمريكا.
وأضاف: إنّهم منذُ البَداية لم يكونوا مع فلسطين بل كانوا مع “إسرائيل”، وإنّ مبادرات الخليج نحو السّلام، لم تكن إلّا خطوات مرحلية من أجل شرعَنة وجود “إسرائيل” وضرب القضيّة الفلسطينيّة.

واعتبر الشيخ نعيم قاسم أنّ إعلان تطبيع الإمارات والبحرين ومن خلفهما السعوديّة، التي تدير هذا الملف بشكل مباشر، هو ذروة الخيانة لفلسطين، هؤلاء كانوا خائفين سابقًا من غضب شعوبهم فتدرجوا بإعلاناتهم ومواقفهم ضدّ القضيّة الفلسطينيّة، وترافق ذلك مع كبتهم للحريّات في بلدانهم وقمعهم للشعوب التي يحكمونها.

ولفت إلى أنّ حكّام الدّول المطبِّعة دعموا نِفاقًا بعض حاجات الشعب الفلسطيني من أجل أن يقولوا لشعوبهم وللعالم بأنّهم يحتضنون فلسطين، وفي العقد الأخير انكفؤوا بشكلٍ شبه كامل حتى عن الدّعم المادي العادي للفلسطينيين.

وأضاف الشيخ قاسم “التطبيع ألغى التأييد الشكلي والمعنوي للقضيّة الفلسطينيّة، وأدى ذلك إلى كشف الحقائق، وفضح نفاق عرب التطبيع في الخليج وغيره، ولكنه أيضًا أراح الفلسطينيين من عبء الضغوطات العربية لدفعهم نحو التنازل.

وأوضح سماحته بأنّ التطبيع نهاية مسار اسمه الاستسلام والذّل والخيانة، وفي المقابل هناك المقاومة التي تستعيد الأرض والكرامة والإستقلال.

وقال: يجب أن يكون واضحًا أنّ الذي غيّر مسار الاستسلام في المنطقة، هو قيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني قدس سره وقيادة الإمام الخامنئي دام حفظه بعد ذلك، هذا الذي غيّر مسار القضيّة الفلسطينيّة في المنطقة، فبدل أن يكون كامب ديفيد في سنة 1978 بَداية الإنهاء للقضية الفلسطينية ثم الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 خط ما قبل الشرعنة للكيان الإسرائيلي، جاءت إيران لتُحيي الأمل المقاوم من خلال المشهد الأول وهو استبدال سفارة “إسرائيل” بسفارة فلسطين في إيران الثورة، والمشهد الثاني هو إعلان أولوية المواجهة مع إسرائيل ودعم المقاومة، وأما المشهد الثالث والمؤثْر فهو قيام حزب الله على قاعدة تحرير فلسطين والأرض المحتلّة ودعم حزب الله والمقاومة الفلسطينيّة وحركات التحرّر والدول المساندة لقضيْة فلسطين وعلى رأسها سورية، فنشأ محور المقاومة قويًا فاعلًا يؤسّس للمستقبل، وأوقف هذا المحور مسار الهزائم وحوّل المنطقة إلى مسار الانتصارات.

ووصف نائب الأمين العام جهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته بحجر الزاوية في مستقبل التحرير لفلسطين والقدس، وأنّ نشاط المقاومة وتسلّحها ومواقف فصائلها هو الذي سيؤدّي إلى التحرير الذي سيرسم مستقبل فلسطين، وتابع: “لا تتوقّعوا بأن يكون هناك فلسطين محررة بدون مقاومة”.
وأردف قائلًا: “حاولوا الكثير من أجل صفقة القرن، وجمعوا عرب الردة من أجل صفقة القرن وأعلنوا بأنّهم سيفرضونها في أشهر، ولكنّهم فشلوا لأن الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية توحدوا حول رفض صفقة القرن”.

وتوجّه إلى الشّعب الفلسطيني والشباب العربي والإسلامي بقوله: “أنتم يا شعب فلسطين رأس الحربة، وأنتم رأس الخيار من أجل المستقبل، هنا نقول للشباب العربي والإسلامي على امتداد عالمنا العربي والإسلامي: أنتم لكم دور، وفيكم الخير الكثير، أنتم تؤمنون بفلسطين محرّرة، وهذا دوركم وواجبكم ، يجب أن تُبقوا فلسطين أولوية عندنا جميعًا، أعطوها ما تستطيعون، أعطوها الكلمة، أعطوها القلم، أعطوها الموقف السياسي، أعطوها الدعم المالي، أعطوها التسليح والقتال، أعطوها تربية الأجيال”.

وختم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمته بقوله: “لقد أُصيبت إسرائيل بهزائم ولم يعد لديها الجيش الذي لا يقهر، وهي مردوعة بفعل المقاومة، وهي تعاني في الداخل من خلافات سياسية وتشتّت وتشرذم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى