لبنانيون ضد التطبيع.. بمشاركةِ كوكبةٍ من الشخصيات الدينية والسياسية والإعلامية
في سياق الحراك الرافض للتطبيع “العربي – الصهيوني”، وضمن فعاليات حملة “لبنانيون ضد التطبيع”، نظّمت هيئة نصرة الأقصى في لبنان، لقاءًا وطنيًا ضد التطبيع، عبر منصة zoom، بمشاركة شخصياتٍ وطنيةٍ وإعلامية وسياسية، إضافةً لمشاركة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني.
ضمّ اللقاء 19 شخصية إعلامية وسياسية وإسلامية من مختلف المذاهب والتيارات، وتناول سُبل مواجهة تداعيات صفقة القرن، وعمليات التطبيع تحت الضغوط الأميركية المباشرة.
وبعد تلاوةٍ قرآنية، ألقى مسؤول هيئة نصرة الأقصى في لبنان محمود موسى كلمةً أكد فيها “أن فلسطين هي العنوان الجامع لمختلف الشرائح في لبنان”، مضيفًا “نحن نسعى إلى إغلاق أي باب يتعلق بقبول التطبيع وصفقة القرن”.
من جهته قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني: “إن لبنان كلّه ضد التطبيع، وهذا اللقاء هو نموذج للموقف الرافض للكيان الإسرائيلي من أصله، والشكر للبنان على هذا الموقف”، مؤكدًا أن “الشعوب لن تقبل بالتطبيع، والدليل هو الشعب الفلسطيني، والمصري، وغيرهم، ونحن نعبر عن ضمير الشعوب الرافض للتطبيع”.
وألقى الوزير السابق بشارة مرهج كلمة أكد فيها أن “مقاطعة الاحتلال الصهيوني شأن مهم للغاية، وإذا ما تم الالتزام بها يمكن أن تفضي إلى نتائج مهمة على مستوى الصراع مع الكيان الصهيوني، ولذلك لهثت أميركا والكيان الصهيوني لمحاربة جهود المقاطعة”، مضيفًا “نحن بحاجة إلى تفعيل المقاطعة مع الاحتلال في وقت تتداعى فيه دول عربية مختلفة للتطبيع، في مقابل إدانات دولية للاحتلال”.
وتحدّث المنسّق العام للحملة العالمية للعودة إلى فلسطين الشيخ يوسف عباس، فقال: “لبنان كفلسطين، كل بيت فيه قصة، فقد قدم لبنان الكثير في مواجهة العدو الصهيوني، وقد حقق انتصارات كبرى أعادت للأمة إحساس الكرامة، شعب لبنان سيقدم في معركة التطبيع نموذجًا رائدًا حتى تحقيق النصر”.
وأضاف عباس، “إن معركتنا مع هذا العدو واعتبار التطبيع معه خيانة لا تستند إلى الرؤية السياسية فقط، بل إلى ثوابت شرعية راسخة”، مبينًا أن “محاولات علماء السلاطين التلاعب بالأحكام الشرعية لتشريع التطبيع سترتد خزيًا عليهم”.
ودعا عباس إلى “تأسيس جبهة إسلامية عريضة تتجاوز الخلافات والعقد لمواجهة تحديات الأمة ومحاولات تصفية فلسطين”.
بدوره قال نقيب أطباء طرابلس الدكتور سليم أبي صالح: “إن لبنان لن يوقع على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وشعارنا: لا سلام مع كيان مغتصب لفلسطين”.
وتحدث رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك جديدة فشكر هيئة نصرة الأقصى، وقال: “نحن ليس لنا أن نغير أحكام الله في قضية فلسطين، فهي قضية عقدية شرعية، وليست مبنية على العرف الذي إذا تغيّر تغير الحكم”.
أما رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ أحمد العمري، فرأى أن “التطبيع كلمة غريبة، ولا وجود لها في مصطلحات الصلح والعقود والعهود، مبينًا أن التطبيع وباء ونفاق اعتقادي، ومعدن الذل والهوان، ولبّ الخيانة”.
وكانت كلمة للكاتب والصحافي قاسم قصير، جاء فيها: “لا اعتراف بالعدو بما أنه يستمر في اغتصاب أرض فلسطين، ويجب أن نعزز هذا الموقف قانونيًا عبر الأبحاث والدراسات، والتطبيع سيؤدي إلى اختراق الشعوب”.
وقال مفتي عكار زيد بكار زكريا: “نحن بحاجة اليوم إلى تأكيد أهمية فلسطين التي هي ليست قضية هامشية، ولا بد من جهود متنوعة لإحياء قيمة فلسطين في قلوب الأجيال. وفلسطين لا تحتمل أي تنازل، وندعو إلى مقاطعة كل ما له علاقة بالصهاينة”.
وألقت رئيسة جمعية النجاة الاجتماعية في لبنان الدكتورة ختام الحج شحادة كلمة اعتبرت فيها أن “التطبيع مع الكيان الصهيوني معناه أن تتعامل معه بشكل طبيعي، أي أن نعترف به كدولة، والدولة في التعريف هي الأرض والشعب والسيادة، وهذا يعني الاعتراف بأن فلسطين ليست محتلة بل الكيان هو صاحب الأرض”.
أما رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ الدكتور محمد الشاتي، فقال: “لقد كان لبنان في طليعة من قاوم الاحتلال الصهيوني، ومن أرضه انطلقت حملات الفدائيين، وعلى أرضه كتبت ملاحم العز، ومن مخيمات لبنان سطرت ملاحم البطولة، ونحن في هيئة العلماء المسلمين سنبقى منحازين لقضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين”.
الكلمة الأخيرة كانت للمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في جنوب لبنان الدكتور بسام حمود الذي قال: “مهما حاولوا تزيين مصطلح التطبيع فهو خيانة صريحة. لقد نهانا الله عن أن نتولى المعتدين المحتلين ونركن إليهم، فتحرير فلسطين واجب على كل مسلم قادر، مشيرًا إلى أننا اليوم بأمسّ الحاجة إلى نشر الوعي بحقيقة جريمة التطبيع”.
كما ألقى كلٌ من رئيس جامعة طرابلس الدكتور رأفت محمد رشيد ميقاتي، إضافةً لمنسّق الائتلاف النقابي اللبناني غسان سبسبي، والمدير العام لمركز الأبرار التربوي في البقاع الدكتور وليد السروجي، ورئيس الائتلاف الشبابي والطلابي لنصرة القدس وفلسطين إيهاب نافع والداعية الإعلامي سعد إسكندراني كلماتٍ عديدة أكدوا فيها على أن فلسطين عنوان للكرامة وأن الشعوب العربية كافّة ترفض التطبيع مع الكيان الغاصب.