الريسوني: الحكّام يُطبعون خوفًا وطمعًا، وحفظًا على مصالحهم ومصالح أنظمتهم
أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني أن “علماء المسلمين في عمومهم يقفون مع كامل الحقوق الفلسطينية، ويقومون بتوعية المسلمين بحقائقها وأهميتها، وبوجوب الدعم والنصرة للشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة، ويجعلون قضية القدس في مقدمة اهتماماتهم الدائمة”.
ولفت الريسوني في حوار صحفي، إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بكونه أكبر منظمة للعلماء، لا يتوقف عن إقامة المؤتمرات والأنشطة المساندة للقضية الفلسطينية لتوعية المسلمين، “بل لا يزال ملتزمًا بإبطال وتفنيد كل أعمال المطبعين والمشايخ التابعين لهم من تحريف وتضليل؛ بغية تسويغ جريمة التطبيع باسم الإسلام”.
وأوضح الريسوني أن “العلماء لا يملكون إلا قول كلمة الحق وبيانها للناس في كل وقت وحين، وبالتالي، ليس لهم سلطة ولا مال ولا مناصب سياسية، وحتى حرية الكلمة تتعرض للتضييق أو المنع في عدد من البلدان الإسلامية”.
تحريم التطبيع
وبالنظر إلى الحالة التي وصلت إليها بعض الدول العربية بإقامة علاقات وطيدة مع حكومة الاحتلال الصهيوني، ذكر “الريسوني” أن الاتحاد أصدر عدة بيانات ووثائق تتضمن البيان العلمي لحكم الشرع في هذه الخطوات، و”هو أنها محرمة وباطلة، لكونها تشكل خذلانًا للشعب الفلسطيني الشقيق وتواطؤًا ضده، وغدرًا خلفيًّا له، وتنازلاً فعليًّا عن المسجد الأقصى المحتل، إلى جانب تشجيع الاحتلال على الاستمرار في اغتصاب الأراضي المحتلة والتمادي في العدوان”.
وفي معرض رده على بعض تبريرات المطبعين مع الاحتلال، والزعم بأن “التطبيع مع إسرائيل” يأتي في إطار حفظ مصالح الدولة والشعوب، أجاب الريسوني: “الحكام المطبعون إنما يطبعون خوفًا وطمعًا، وحفظًا لمصالحهم ومصالح أنظمتهم، وربما تعلق بعضهم بأوهام ووعود كاذبة سرعان ما تتبخر ويظهر أنها مجرد خداع وزيف”.
وأضاف متسائلاً: “اسألوا عن المطبعين القدامى.. ماذا حققوا لشعوبهم ؟ وماذا حققوا للقضية الفلسطينية ؟ ما نراه ونعيشه هو أنهم في كل خطوة تطبيعية يتقهقرون إلى الوراء ويتنازلون ويستسلمون أكثر فأكثر”.
ضعف الأنظمة
ويرى الريسوني، أن “معظم الأنظمة العربية الحاكمة تعاني من هشاشة النظام وهشاشة العظام؛ وهذا يرجع إلى ضعف المشروعية أو عدمها، وإلى التبعية المزمنة للخارج، وإلى تفشي الفساد والاستبداد، وكل هذا يُحدث ويوسع ويعمق الفجوة بينهم وبين شعوبهم، فيزدادون تعويلًا على الحماية الخارجية والارتماء في أحضانها.. أمريكية، صهيونية، فرنسية وروسية وغيرها”.
رضوخ المغرب
وحول خطوة المملكة المغربية التطبيع مع الاحتلال، قال: “التطبيع المغربي كان صادمًا أكثر من غيره، لكون الدولة المغربية لها من المقومات ومن القوة والتماسك ما يغنيها ويبعدها عن هذا السقوط المفجع، لكنها للأسف خضعت في النهاية للمساومات والابتزاز والترغيب والترهيب”.
يشار إلى أن المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع “إسرائيل”، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان.