د. الحساني: المغرب لن يجنيَ أي شيء جرّاء تطبيع علاقاته مع الكيان المحتل
بيّن أستاذ العلوم السياسية المغربي، عضو الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين، الدكتور محمد الحساني، أن تطبيع العلاقات المغربية مع “إسرائيل” يمثّل طعنةً غادرة للقدس والقضية الفلسطينية، مبينًا أن المغرب في “مفترق طرق خطير، جرّاء هذه الخطيئة التي لن يغفرها التاريخ”.
وقال د. الحساني خلال لقاءٍ مع نشرة “فلسطين في أسبوع”: “إن هذه الخطيئة لا تُعبّر بأي شكلٍ من الأشكال عن أحرار المغرب أو عموم الشعب المغربي”، مضيفًا: “إذا تتبعنا السياق التاريخي للعلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني فهي على طول التاريخ علاقات مميزة ومتينة؛ فجزء كبير من مسؤولي الكيان الصهيوني كانوا – وما زالوا – من أبناء المغرب، أقصد أنهم يهود مغاربة ولدوا وتربوا في المغرب ثم هاجروا إلى فلسطين”.
وعن الجديد في مسار تطبيع المغرب رأى الحساني أن “المغرب جعل تطبيعه تحت عنوان (الأرض مقابل التطبيع)، أي أننا أمام مقايضة مكشوفة، وهذا فظيع جدًا في حق قضية كان المغرب يعتبرها قضيته الوطنية الأولى”.
وأشار الأكاديمي المغربي إلى أن “خطيئة التطبيع كشفت وأكدت لنا تمامًا أننا أمام نظام السلطة المطلقة التي لا تؤمن بالمؤسسات؛ فالقرار جاء خارج أي نقاش أو تشاور لا مع الحكومة ولا غيره”.
وأكد الحساني أن “المغرب لن يجني أي شيء جرّاء تطبيع علاقاته مع الكيان المحتل؛ فكل مطبع مع هذا الكيان كان الخاسر الأول، لأن الكيان يأخذ ولا يعطي، والتاريخ خير شاهد”، مشدّدا على ضرورة توحد الفلسطينيين جميعًا، وكل من وصفهم بأحرار العرب والمسلمين، على قلب رجل واحد في مواجهة ما وصفه بـ”تحالفات الانتهازية العربية الصهيونية”، حرصًا على “إبقاء القضية الفلسطينية حيّة في نفوسنا ونفوس كل الأجيال القادمة”.
وأردف قائلًا: “أخشى أن يكون ثمن هذا التطبيع هو مزيد من القبضة الأمنية لخنق كل صوت وكل محاولة للتنديد بالتطبيع”.
واختتم د. الحساني اللقاء بقوله: “المغرب يُدرك جيدًا أن هذه الخطوة مرفوضة شكلًا ومضمونًا، ولن يستسيغها الشعب المغربي، والوضع في المغرب سيزداد توترًا وانزلاقًا نحو المخاطر والأزمات المختلفة”.
يشار إلى أن أول رحلة جوية مباشرة من “تل أبيب” إلى العاصمة المغربية الرباط، على متن طائرة تابعة لشركة “ال عال” الصهيونية، كانت يوم الثلاثاء 22-12-2020، وقد كان على متنها جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتس، إضافة إلى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات.