صبري يحذّر من خطورة ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عام 2021
أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري أن عام 2020 من أصعب الأعوام التي مرّت على المدينة منذ احتلالها عام 1967، محذّرًا في الوقت ذاته من خطورة ما ينتظر المدينة ومسجدها في العام الجديد.
وقال الشيخ صبري، في تصريح صحفي: “الحديث عن أحداث عام 2020م في سرد سريع يؤلم القلب، فاقتحامات المستوطنين أخذت أشكالًا خطرة، فلم يعد مسار الاقتحام محددًا من باب المغاربة إلى المنطقة الشرقية والعودة إلى باب السلسلة، بل شمل المنطقة الشرقية بأسرها، وكذلك إقامة الطقوس والتمرّغ بالأرض وإعطاء المحاضرات الدينية وبثّها على المباشر إلى يهود العالم، والتركيز على منطقة مبنى باب الرحمة، الذي كان هدفًا لإقامة كنيس يهودي فيه، والذهاب إلى باب الغوانمة في مسار آخر ليكون الاقتحام شاملًا لساحات المسجد الأقصى”.
مضيفًا أنه تم اقتحام المسجد الأقصى من شخصيات دينية وسياسية وأمنية، في إشارة منه إلى توافق المستوى السياسي والأمني والديني على تهويد المسجد الأقصى، ليكون هذا التهويد الأقرب إلى تطبيق مخططهم الخطر وبناء الهيكل المزعوم.
وأشار إلى أن محيط المسجد الأقصى يتعرّض إلى تهويد لم يسبق له مثيل، فما يجري في المقبرة اليوسفية في المنطقة الشرقية وهدم قبور شهداء، يؤكد تغوّل الاحتلال في القدس ومحيط المسجد الأقصى، فتلك المقبرة مقامة على أرض وقف إسلامية، وهذا تغيير للواقع بهدف تجسيد الصبغة اليهودية وكذلك المباني الجديدة في ساحة البراق وبناء الكنس اليهودية حول المسجد الأقصى، وإدخال الشمعدان بالقرب من أبواب المسجد ومحاولتهم إشعال أنواره داخل ساحات المسجد، فهذه المظاهر لم تكن في السابق، وهي مؤشر خطر على استمرار الاحتلال في انتهاكاته لتنفيذ مخططات جماعات الهيكل المزعوم.
وتابع “بعد تفريغ المسجد الأقصى من المرابطين، جاء دور إبعاد الشخصيات المؤثرة بقرارات جائرة من الابعاد الطويل، ومحاولات سحب صلاحيات الأوقاف في المسجد الأقصى، فما يسمّى ضابط الهيكل الذي عيّنته شرطة ومخابرات الاحتلال، يلاحق موظفي الأوقاف في الساحات ويمنعهم من ممارسة أعمال معينة إلا بإذنه”.
وتطرّق الشيخ صبري إلى قضية محاولة مخابرات الاحتلال السيطرة على منبر صلاة الجمعة في المسجد الأقصى قائلًا: “المخابرات الإسرائيلية تتصل بكل خطيب جمعة في المسجد الأقصى تحذّره بشكل مبطن من التحريض، في محاولة منها لترهيب خطباء المسجد وأنه لا حصانة لأي خطيب من الاعتقال والإبعاد، وهذا إرهاب يمارس على الدوام وزادت وتيرته عام 2020م”.
وأضاف: “هذا يدلل على مدى استخدام سياسة القمع بكل ما يتعلق بالمسجد الأقصى، وتدخّل مقصود من مخابرات الاحتلال لإثبات وجودها، فهم يسعون إلى تغيير كل المرجعيات في القدس وشطبها لتكون شرطة الاحتلال المرجعية الرئيس”.
وحذّر أمين المنبر من الصمت أمام كل هذه التغوّلات، فالاحتلال يعمل ليل نهار حتى يستطيع تغيير الصبغة الإسلامية في مدينة القدس، لافتًا إلى أنه مع إعلان منظمة اليونسكو أن المسجد الأقصى خالصًا للمسلمين، كان رد الاحتلال بزيادة الاقتحام والسماح بالطقوس التلمودية فيه وإقامة الشعائر والتحضير لإدخال أدوات الهيكل المزعوم إلى ساحاته، وتشديد الإجراءات الأمنية على المسلمين.
وتابع “نحن أمام عام جديد يحضّر الاحتلال فيه إلى تنفيذ ما تبقّى من مخططات خطرة، في ظل الوضع الاقليمي والعالمي وجائحة كورونا، فالاحتلال يستغل هذه الأوضاع لفرض أجندته الخبيثة، والمطلوب داخليًا وعربيًا وإسلاميًا الإسراع في حشد الطاقات، فالاحتلال يخشى الوحدة والقوة، ففتح مبنى باب الرحمة كان بصمة نجاح عندما توفّرت الإرادة وكذلك هبة الأسباط ومنع البوابات الإلكترونية، فلدينا أوراق قوة علينا أن نوظفها لحماية المسجد الأقصى ومدينة القدس”.
تعليق واحد