مقالات

لماذا الوحدة الإسلامية ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} الأنفال 46

وقال: {وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} المؤمنون 52

وقال أيضًا: {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} الأنبياء 92

وقال المصطفى صلى الله عليه وآله سلم: [من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم].

الحديث عن وحدة الأمة الإسلامية ليس ترفًا فكريًا يمكننا الاستغناء عنه والانشغال بما هو أهم، لأن البحث في مايجمع المسلمين ويُعيد لحمة التآلف والتآخي والتعايش بينهم هو واجبًا دينيًا وتكليفًا شرعيًا، وإن غاب هذا الاهتمام بات صاحبه موضع الشك في انتماءه لجماعة المسلمين.

وإن الراصد والمتابع والمتأمل في أوضاع الأمة الإسلامية في الوضع الراهن، ليلاحظ ومن دون أي عناء أو مشقة أو جهد أن الأمة الإسلامية تشهد حشدًا طائفيًا وتفرقًا لم يسبق لها أن عرفتها في سالف قرونها السالفة، في الوقت الذي نشهد في المقلب الآخر سياسة التكتلات والتحلفات هي السائدة، وهي سياسة عصرهم الراهن، متناسين ما كان بينهم تاريخيًا من حروب وأحقاد ودماء.

إن أعداء الرؤية الإسلامية للكون والإنسان والحياة، ومن خلال بحثهم ودرسهم لهذا الدين الإسلامي وصلوا إلى يقينٍ جازمٍ بأنهم لن يستطيعوا السيطرة على مُقّدرات هذة الأمة طالما بقيت هذه الأمة متمسكة بدينها ووحدتها وعوامل قوتها، فسعى وبكل ما يحمل من حقد ودهاء ومكر إلى نشر ثقافة التعصب المذهبي والطائفي ليمزق الأمة من داخلها، ويضرب عوامل قوتها من القواعد، واستعان في مهمته هذه بأنصاف علماء وأنصاف مثقفين، وضعاف نفوس يقبعون بيننا، ويتكلمون لغتنا، لكنهم يحملون ثقافة التبعية والارتهان لهذا الغرب الحاقد على ديننا وحضارتنا، والراغب بسرقة كل ما لدينا مما يعرقل مشاريعه في عالمنا الإسلامي.

عندما نبحث في الوحدة الإسلامية ونسلّط الضوء على الثغرات التي أصابت مجتمعاتنا الإسلامية، لانُريد إظهار العيوب لنصل إلى اليأس، ولكننا نُريد التنبيه إلى ضخامة وثقل المهمة الملقاة على عاتق المسلمين عمومًا، وعلى عاتق العلماء والمثقفين الشرفاء خصوصًا، لأن إشعال فتيل النزاعات المذهبية والطائفية والإثنية والقومية جريمة بحق ديننا وتاريخنا وحضارتنا لاتُغتفر.

هذا ما حرص عليه الإمام الخميني (رحمه الله) عندما دعى لأسبوع الوحدة الإسلامية، وإقامة الندوات والمحاضرات الرامية إلى جمع المسلمين ليتشاوروا في شؤونهم وعوامل نهضتهم وسيادتهم، واستقلال قرارهم وبلادهم، وهو بالضبط ما حرص عليه سماحة القائد السيد علي الخامنئي (حفظه الله تعالى) ولياً للمسلمين، وهو كذلك الدستور الذي سار عليه المجمع العالمي للوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية.

وهذا هو واجب المُخلصين لدينهم، والمحبين لرسولهم، والساعين لسيادة العدل والحرية والإنسانية في هذا الكون الفسيح.

الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو
منسّق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى