ليس مجتمعًا بل تجمع (2)
تابعت بدقة تلك الحلقات التي أرسلها لي بعض الإخوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قال لي عند إرسالها ربما سيكون هناك ضغط على الإدرات المتحكمة بمواقع التواصل لحذف هذه الحلقات كونها تلقي الضوء على المجتمع الصهيوني من الداخل، وتسلط الضوء على هشاشته وعدم ترابطه، وخاصّة أن هذه الحلقات تأتي من الداخل الصهيوني ذاته، وليس من الخارج المُحارب لهذا الكيان.
إنها شهادات حيّة من يهود تم استجلابهم من بلادٍ شتى منها عربية وغير عربية، ووعدوهم بأنها أرض الميعاد الإلهي، أرض السمن والعسل، أرض الأمل المنشود والاستقرار والحرية والمساواة والديمقراطية التي طالما حلموا بها في الأوطان التي كانوا يسكونها، إنها شهادات من أفواه المتألمين من التمييز والإقصاء والتهميش، رغم أنهم من أتباع نفس الديانة، وهي الترجمة الحقيقية لثقافة التجميع من أجل الاستيطان كونه السلاح الديمغرافي الأقوى لمصارعة ومقارعة أهل الأرض الأصليين، للوصول إلى طرد السكان الأصليين واستبدالهم بشتات مُسْتجلب من كل العالم لإقامة كيان يخدم الفكر الاستعماري الصهيوني الذي لبس لباس الدين ليكون أداة مؤثرة في العقل الديني الجمعي لكل يهود العالم.
يهود اليمن مثالًا.. يقول كبير عائلة إيابي “إيلي” التي وصلت إلى أرض الميعاد ـ كما يزعمون ـ في القرن التاسع عشر: “وصلنا هنا لنعمل في مزارع اليهود الغربيين “الإشكيناز” كانوا يعاملوننا بكبرياء وكأننا حشرات وثعابين وقمل وقاذورات، وكان دخل الفرد منا لايتعدى القرش ونصف في اليوم، كنا مثل العامل التيلاندي الذي يأتي لأعمال السخرة والخدمة، وكانوا يحاولون أن يُسكنونا في الأطراف وليس في المدن لكي نبقى في معزل يكمن ضبطه”.
مثالنا الثاني يهود المغرب، يقول “شلومو دودو”: “كنا سعداء في المغرب، وأشعر بالأسف لمغادرة المغرب، وكم تمنيت عندما زرت المغرب ورأيت من يسكن في منزلي كم تمنيت لو لدي المال لأشتري هذا المنزل وأعود إليه، إنني أشعر بأن اليهودي المغربي أقرب إليّ من اليهودي الإشكينازي المتعجرف”.
ويقول اليهودي المغربي “رؤفين أبراجيل”: “لقد خدعونا.. لقد كان والداي مخبولين عندما قرروا أن يأتوا إلى إسرائيل ! إنها كارثة بكل ما تعنيه الكلمة”.
أخيرًا أين الديمقراطية ؟ وأين حقوق الإنسان ؟ وأين المساواة ؟ إنها كذبة كبيرة إنها الصهيونية وحسب.
الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو
منسّق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين