مسلمون ومسيحيون في مواجهة التطبيع.. إيمانٌ يأبى التطبيع
تمثّل الخطوات التطبيعية واتفاقات الاستسلام تحدياً إضافياً يواجهه الشعب الفلسطيني في رحلة كفاحه، وذلك منذ اتفاقية كامب ديفيد وانتهاء بالاتفاق الإماراتي الصهيوني الجديد.
والملاحظ أنّ هذه الخطوات تترافق دوماً مع دعاية إعلامية تهدف إلى تلبيس الحقّ بالباطل، وتقديم هذه الاتفاقات على أنها إنجاز كبير وخدمة للشعب الفلسطيني، واختراق نوعيّ على طريق السَّلام !
وإذا كان بعض المثقفين والإعلاميين ينخرطون في تحسين صورة هذه الصفقات المشينة، فإن الأسوأ هو استغلال المنبر الديني لتبرير التفريط والاستسلام، أو في الحد الأدنى تخويف القائمين على المنبر الديني حتى يسكتوا ويتراجعوا عن القيام بأمانة الدور المنوط بهم، الذي يقضي بالانتصار للمظلومين، وكشف شبهات الباطل، وإعلان الحقّ للناس.
ولكن رغم التحديات الكبيرة والمتجددة التي تواجه القضية الفلسطينية، إلا أنَّ صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته تزداد صلابةً ويقيناً بأنَّ الاحتلال والظلم إلى زوال.
ورغم الظروف العالمية التي فرضتها جائحة كورونا على معظم الشعوب والدول؛ إلا أنَّ قضية فلسطين تبقى قضيةً أولى للشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم.
ولا شك في أن للعلماء ورجال الدين دوراً كبيرا في ريادة المشروع الوحدوي للأمة، باعتبار أن إصلاح ذات البَين ووحدة الصف شرط ضروري لإنجاز مشروع التحرير والعودة.
فكيف يحافظ العلماء على الرؤية السليمة والبصيرة والوعي لدى أبناء الأمة، في الوقت الذي يقوم بعض العرب والمسلمين “المطبّعين” بحملة لتشويه الحقائق، وتحويل العدو إلى صديق وشريك ؟
أما عن التحديات التي يواجهها المسجد الأقصى والمقدسات المسيحية فهي خطيرة وتتصاعد يومياً، فكيف يمكن تحويل هذه التهديدات إلى فرصة للتقدم بمشروع عملي للدفاع عن الأقصى وكنيسة القيامة، والحفاظ عليهما في وجه الأطماع الصهيونية ؟
وبينما يتابع الاحتلال الصهيوني وداعمه الأمريكي تمرير بنود ما يسمَّى “صفقة القرن” دون مبالاة بأي اعتبار أخلاقي أو ديني، ويستعد لضمّ أراض جديدة في الضفة وغور الأردن، ما هو الجواب الفعّال في مواجهة هذه الإجراءات العدوانية ؟
وكيف يمكن استثمار القيمة الرمزية للشخصيات والمؤسسات الدينية في تعزيز حضور فلسطين في الخطاب الديني، وفي حياة المؤمنين ؟
كل هذه أسئلة لابد من البحث عن إجابة عملية واقعية لها، وهي إحدى أهداف مشروع “ملتقى مسلمون ومسيحيون في مواجهة التطبيع” – الذي أطلقته الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، والملتقى العلمائي من أجل فلسطين – بالإضافة لطنوحنا أن يكون الملتقى حلقة في برنامج تعزيز الحضور الفعَّال للعلماء المسلمين ورجال الدين المسيحيين، في مشروع الكفاح من أجل قضيتنا المركزية الجامعة والعادلة، قضية فلسطين.
الشيخ محمد أديب ياسرجي
أمين سر الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين