البلاء الأعظم
إذا كان هناك بحث بأن جائحة كورونا هل هي من صنع الإنسان المستكبر أم أنها ظاهرة طبيعية، فلا يشك أحد بأن الكيان الصهيوني الغاصب هو من صنع قوى الاستكبار والظلم والشر في هذا العالم، وهو يشكل الوباء الحقيقي والعدو الأكبر الذي يتهدد الأمّة الإسلامية منذ قرابة القرن، بل ويتهدد البشرية جمعاء بما يحمله من إرادةٍ للشر وتنكرٍ للقيم.
والمؤسف هو أن معظم أبناء الأمة يمرون في تعاملهم مع هذا العدو ؛ بل والـ “أشد عداوة” كما في النص القرآني، دون أن يندفعوا حتى للتفكير في آليات مواجهة هذا الخطر الكبير والمحدق، خاصة وأن العدو الإسرائيلي يحاول اليوم أن يحقق طموحاته في احتلال مساحات جديدة من الأراضي العربية والإسلامية، وسلب خيراتها، عبر اتفاقيات الهوان التي يبرمها معه عدد من الحكام العرب الضعاف والجهلة والمتآمرين.
إنه يحاول أن يحقق تحت شعار السلام، ما لم يستطع تحقيقه بالدم والنار.
قد يكون عدم إحساس الكثير من أبناء الأمة بألم هذا البلاء، وعدم تحركهم لمعالجته،ناجم عن الجهل بمخاطره، أو اليأس من بُرءه، غير أن ما يجري اليوم من تمدد صهيوني عبر سياسات التطبيع أخرج المنحة من قلب المحنة، وهيأ الأرضية مجددًا لتشكيل جبهة إسلامية واعية انتصارً لفلسطين وتصديًا للنهج العدواني الصهيوني.
جبهة تعمل لاستعادة كرامة الأمة المرهونة بتحرير قبلة المسلمين الأولى ورفع الضيم عن الشعب الفلسطيني الصامد.
جبهة تنفتح على كل المؤمنين بعدالة فلسطين على امتداد العالم، وتضع خطة متأنية تثق بالنصر وتدرس أسبابه، وتعمل لمواجهة كل معوقاته، بما استطاعت من قوة.
نعم ليس المطلوب اليوم لتحقيق النصر اجماع الأمة، بل هو أمر غير مقدور ، وإنّما يكفي اجتماع ثلة مؤمنة صادقة داعية إلى الخير، تتجاوز الخلافات المذهبية والعقد الطائفية والمصالح الشخصية، وبذلك تكون أمة صالحة فاعلة داخل الأمة الكبيرة التي ينخرها اليوم مع شديد الأسف الضعف والتشرذم، وقد وعد الله عز وجل هذه الأمة الصادقة بالفلاح في قوله تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)..
ونسأل الله عز وجل أن نكون وإياكم من أفراد هذه الأمة الداعية للخير، وأن يجمعنا الله على ارض فلسطين وفي أروقة بيت المقدس – الذي لا يزال يتعرض للتدنيس الصهيوني بشكل يومي – محررًا من دنس المحتل الغاصب.
الشيخ يوسف عباس
المنسّق العام للحملة العالمية للعودة إلى فلسطين