بئر السبع “النقب”.. تعاني التهميش والتهجير وعدم اعتراف الاحتلال بقراها.. تعرّف عليها
صحراء النقب منطقة صحراوية تقع في أقصى الجنوب لدولة فلسطين، وتشكل ما نسبته 40% من مساحة فلسطين التاريخية، وتعد جغرافيا جزءًا من شبه جزيرة سيناء، وتبلغ مساحة النقب 14 ألف كيلومتر مربع، وتقطنها الكثير من القبائل والعشائر العربية وترتبط ارتباطًا اجتماعيًا بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن، وتغطي النقب مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخضراء.
ويبلغ تعداد البدو في منطقة النقب نحو 300 ألف نسمة أي نصف عدد سكان النقب الكلي، وحوالي ثلث عدد سكان منطقة الجنوب الإدارية البالغ عدد سكانها مليون نسمة بحسب تقديرات سلطات الاحتلال عام 2014.
مع قدوم الاحتلال الصهيوني عام 1948 أجبر الاحتلال قرابة الـ100 ألف بدوي على الرحيل من منطقة النقب أو ما يعرف “بئر السبع”، وتحول أغلبهم إلى لاجئين في الأردن وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، ومناطق الضفة الغربية، خصوصًا مناطق الخليل والأغوار والقدس، ومنحت السلطات الإسرائيلية البدو جنسية كيانها لكنها لم تعترف بملكيتهم على 13 مليون دونم ولم تعترف بنحو 35 قرية.
واستطاعت سلطات الاحتلال محاصرة نحو 56% منهم في سبع بلدات أقامتها لهم، رغم افتقارها للبنية التحتية من صحة وطرق وتعليم وكهرباء وماء وغيرها، فيما يعيش الباقي نحو 44% في قرى متناثرة فوق أرضهم التاريخية تصفها سلطات الاحتلال بأنها “غير شرعية” أو “غير معترف بها”.
وبلغت عملية تهويد المنطقة أوجها في ما سمي “الخطة القومية الاستراتيجية لتطوير النقب” المقرة من الحكومة الإسرائيلية عام 2005 وتتلخص هذه الخطة في زيادة عدد اليهود بحيث يصلون إلى قرابة المليون نسمة، على ألا يزيد العرب على الـ200 ألف نسمة.
واستهدف الاحتلال قرى النقب بالهدم والإهمال والحرمان من الخدمات الأساسية وسياسة رش المزروعات، حيث سلمت أوامر هدم في السنوات الخمس الأخيرة لأكثر من 16 ألف منزل، وهدم الاحتلال في النقب أكثر من 10,769 منزلًا بين الأعوام 2009 و2019، وفق المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها.
ومؤخرًا رصدت الحكومة الصهيونية ميزانية قيمتها 25 مليون دولار للشروع في تنفيذ مخطط يقضي بإقامة 100 مزرعة جديدة، إضافة إلى 41 مزرعة فردية أقامها اليهود بشكل غير قانوني، على أراضي الفلسطينيين في النقب، وستخصص مساحة مقدارها 80 دونمًا مجانًا لكل عائلة يهودية توافق على الاستيطان بالمنطقة.
واليوم، تواصل سلطات الاحتلال، هجمتها الإرهابية على مناطق النقب المحتل الرامية لسلب باقي الأرض التي يقيم عليها الفلسطينيون، ولا سيما منطقة عرب الأطرش في الصحراء المحتلة.