رفضٌ فلسطيني لمحاولات منظمات يهودية متطرفة فرض واقع جديد في الأقصى
رفضت مرجعيات دينية إسلامية في القدس المحتلة، الثلاثاء 2-8-2022، محاولات منظمات يهودية يمينية متطرفة تضم كبار الحاخامات في دولة الاحتلال الصهيوني فرض واقع جديد في المسجد الأقصى والمطالبة بإزالته لبناء “الهيكل” المزعوم على أنقاضه.
وحمّلت تلك المرجعيات سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات ما تطلقه تلك الجماعات من دعواتٍ سواء بهدم الأقصى، أو إزالة ما تبقى من التلة التاريخية التي تربط باحات المسجد الأقصى بامتدادها في ساحة البراق.
وتأتي ردود الفعل من المرجعيات الدينية، في ظل ما يتم تداوله من التحضير لاقتحامات الأقصى في ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم. وتقف وراء ذلك منظمة “بيت الحاخام أبراهام كوك”، المعنية بإحياء إرث مؤسس الصهيونية الدينية الذي يعد أول حاخام معاصر اعتبر المسجد الأقصى هيكلاً يهودياً ودعا إلى إزالته؛ ومنظمة “قلب المدينة” المعنية بتطوير المركز اليهودي غرب القدس. ودعت المنظمتان إلى عقد مؤتمر يناقش إحياء “الهيكل الثالث” وتحديد موقعه، وذلك بالتعاون مع “معهد الهيكل”، المؤسسة الروحية الأم لجماعات الهيكل المتطرفة.
وعقد المؤتمر في الساعة السادسة من مساء الأربعاء 3-8-2022، وتحدث فيه الحاخام إسرائيل آريئيل مؤسس معهد الهيكل عن “الهيكل في الإرث الديني لأبراهام كوك”. كما قدّم الحاخام إليشا وولفسون، رئيس حلقة “جبل الهيكل” الدينية عرضًا تعريفيًا للمسجد الأقصى محاولًا تحديد مواقع المعالم المندثرة المزعومة للهيكل.
والمؤتمر الذي يعقد برعاية بلدية الاحتلال في القدس يأتي في إطار سعي جماعات الهيكل لتحويل نظرة المجتمع الصهيوني للأقصى باعتباره هيكلًا قائمًا، وتشجيع الانخراط في اقتحامه وفي أداء الطقوس التوراتية فيه، والسعي إلى إزالته من الوجود.
وفي تعليقه على ما أعلنته تلك المنظمات المتطرفة بهذا الخصوص، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الشيخ عكرمة صبري، في تصريح له، إنّ “هذه الدعوات تحريضٌ على العنف، وتحمل في طياتها أخطارًا كبيرة على المسجد الأقصى خاصّة الدعوة لاقتحاماتٍ واسعة الأسبوع القادم في ذكرى ما يسمونه “خراب الهيكل” الذي يُصادف التاسع من الشهر الجاري وفق التقويم العبري.
بدوره، دعا رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب الأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهما، قائلًا: إنّ “هذه الدعوات تصبّ الزيت على النار، وستؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، وموقف الأوقاف بهذا الخصوص واضح تمامًا، لن نسمح لهم بتمرير ما يخططون له وما يحاولون فرضه سواء بدعواتهم لهدم الأقصى أو هدم تلة المغاربة التاريخية”.
بدوره، دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين المقدسيين إلى “تكثيف الرباط في المسجد الأقصى وإعماره وشد الرحال إليه في كل الأوقات”.
قال حسين إنّ “الرباط هو الرد الأنجع على هذه الدعوات والمحاولات الاستفزازية؛ سواء ما تعلّق بمضاعفة الاقتحامات اليومية للأقصى، أو الدعوات لهدم المسجد”.