سفراء العودة من الحدود اللبنانية الفلسطينية: سنطرح قضية الأسرى في المحافل الدولية
فعاليات اليوم الثالث من الملتقى الدولي لسفراء العودة إلى فلسطين، تضمّن زيارة سفراء العودة لحديقة شهداء العودة في بلدة عديسة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وكذلك زيارة معتقل الخـيام، ومعلم مليتا السياحي.
ومعتقل الخيام كانت قد أقامته قوات الاحتلال الصهيوني وعملائها، وسجنت فيه المئات من المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين لسنواتٍ عديدة، قبل أن يتم تحريرهم جميعًا في أيار/ مايو عام 2000.
وخلال زيارة معتقل الخيام، تحدّث الأسـير المـحرر أحــمد الأمـين للسفراء والمشاركين عن تجربته المريرة خلال اعتـقاله لمدة 4 سنوات من قبل الكيان الصهيوني الغاصب داخل معتقل الخيام، وأعاد الأمين تمثيل بعض مواقف التعـذيب النفسي والجسدي أمام الحاضرين.
مانديلا: شاهدنا كيف هزمت “إسرائيل”
ومن جنوبي لبنان، وبعد زيارته حديقة شهداء العودة، ومعتقل الخيام، ومعلم مليتا السياحي، صرّح مانديلا مانديلا عضو برلمان جنوب أفريقيا، وحفيد الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، بأنّ هذه التجربة كانت تجربة عاطفية للغاية أن نشهد مركز التعذيب وأن نسمع من شخص تمّ سجنه هناك عن التعذيب القاسي الذي تعرّض له السجناء خلال احتلال جنوب لبنان”.
وأضاف مانديلا فتحت زيارتنا إلى مليتا في جنوب لبنان أعيننا وأرتنا كيف هُزمت “إسرائيل”، شكّل هذا الانتصار رسالةً قوية إلى المقاومة في فلسطين بأنّ هناك أمل للذين يُواجهون وحشية كيان الاحتلال الصهيوني.
بدوره، قال الأب أنطونيوس حنانية، إنّ “كرامة المسلمين فوق كل اعتبار، وسترون القدس منوّرة عندما يتم تحريرها في المعركة المقبلة”.
لطيفة أبو حميد تشرح معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال
وقالت لطيفة أبو حميد والدة الشهيد ناصر أبو حميد والملقبة بسنديانة فلسطين من معتقل الخيام في جنوبي لبنان إنّ كل عائلة مناضلة في فلسطين المحتلة تتعرض للتضييقات والاعتداءات من قبل الاحتلال ويكون أفرادها عرضة للاعتقال.
وأردفت: “نحن لم ولن نستسلم أمام بطش الاحتلال وإرهابه لنا، بل نحن أقوى وسنبقى هكذا دائمًا”.
وفيما يخص الاعتداءات الصهيونية المستمرة، قالت أم ناصر: “قبل خمسة شهور وبعد استشهاد ناصر كنت أصلي في الليل، داهمت قوة من الاحتلال منزلنا وفجرت الباب علينا وتفاجأت بالجندي الصهيوني يقف فوق رأس”، موضحةً أن جنود الاحتلال عاثوا في البيت خرابًا ومن ثم اعتقلو ابنها جهاد أبو حميد.
واستكملت والدة الشهيد الحديث عن معاناتها مع الاحتلال، قائلةً إنّ منزلها هدم 5 مرات على التوالي.
وبحسب أم ناصر، في إحدى المرات كان الاحتلال يهدم منزلها وفي الوقت نفسه كان لديها مقابلة إذاعية في نابلس، تفاجأت المذيعة بأن أم ناصر لم تكترث لجرافات الاحتلال ولم تؤجل اللقاء بل قالت: “لا بأس نبنيه مجددًا”.
من معتقل الخيام المحرر.. رسالةً إلى الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين
ومن معتقل الخيام المحرر في جنوبي لبنان أرسل المشاركون في الملتقى الدولي لسفراء العودة إلى فلسطين رسالةً إلى الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، جاء فيها:
من بلدة الخيام اللبنانية المحرّرة، ومن ساحة هذا المعتقل الذي يقف شاهدًا على النهايات الأكيدة التي تنتظر الظلم والطغيان والإرهاب، ويبشّر بالحريةِ التي سيعانقها كل الشرفاء والمقاومين للاحتلال والمدافعين عن الحقوق والكرامة الإنسانية.
يرفع المشاركون في الملتقى الدولي لسفراء العودة إلى فلسطين، المنعقد في بيروت ما بين 28-30 من شهر أيار 2023، بدعوة من الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، هذه الرسالة إلى الأسرى الفلسطينيين الأبطال والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني:
- إنَّنا نقف وبكل قوة واعتزاز إلى جانب نضالكم المشروع من أجل الحرية، في مواجهة سياسات الاعتقال الصهيونية، ونقدّر التضحيات الكبيرة التي تقدمونها، ونحيّي أرواح الشهداء الكرام الذين ارتقوا في السجون والمعتقلات الصهيونية.
- نؤكد إيماننا بأنّ الإرهاب والعنف الصهيوني لن يحقّق أهدافه في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، بل سيزيده عزيمة ومقاومة من أجل تحقيق أهدافه العادلة.
- يوجّه المشاركون في الملتقى رسالة خاصّة إلى عمداء الأسرى الفلسطينيين، والنساء والأطفال والمرضى، معربين عن التزامنا بالدفاع عنهم، ونقل رسالة الحركة الفلسطينية الأسيرة إلى المحافل الدولية، وتعريف العالم بقضيتهم العادلة.
- نطالب المؤسسات الحقوقية الدولية ومنظّمات حقوق الإنسان بالقيام بواجبها الصحيح في متابعة قضية الأسرى، والدفاع عن أصحاب الحقّ والأرض، وتطبيق المواثيق والاتفاقات الدولية الخاصّة، التي يجاهر الكيان الصهيوني بمخالفتها دون حساب.
- ومع التأكيد على عدم مشروعية كافة أشكال الاعتقال التي يقوم بها الاحتلال، والمطالبة بالإفراج غير المشروط عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين؛ فإنّ المشاركين في الملتقى يطالبون المؤسسات الحقوقية المختصة بالعمل على إلزام سلطات الاحتلال بمراعاة المعايير الدولية في معاملة الأسرى والمعتقلين وضمان حقوقهم الأساسية، ومنع التعذيب بمختلف أشكاله المادية والنفسية، وتوفير الرعاية الصحية، والسماح بالزيارات والاتصالات، وضمان حقّ الأسرى في التواصل مع المنظمات الحقوقية.
- يلتزم المشاركون في الملتقى، وسفراء العودة إلى فلسطين بطرح قضايا الأسرى في المحافل التي يشاركون فيها، وتعريف العالم بمعاناتهم والأساليب غير القانونية والإجرامية التي يتّبعها الكيان الغاصب معهم، وخاصة ما يتعلق بسياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، والأحكام الطويلة، واحتجاز جثامين الشهداء والأسرى، وهدم بيوتهم ونفيهم خارج بلادهم.
- يوجّه المشاركون في الملتقى تحية الإجلال والتقدير إلى أهالي جنوب لبنان، الذين عانوا من ويلات الاحتلال، وإلى معظم الشعب اللبناني الذين أنجزوا بمقاومتهم وتضحياتهم تحرير بلدهم من رجس الاحتلال، وساهموا في صنع الحرية لكثير من الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.