مقالات

رسالة إلى قادة العرب في السعودية والأردن ومصر وقطر والإمارات

غزة عليكم؛ ذهبتم تحاورون السيد بلينكن وزير خارجية أميركا حول حرب غزة. لماذا بلينكن وليس الأمم المتحدة مثلًا؟ أليس بلينكن يحمل مشروعًا صهيو/ أميركي إستعماري.

أليس بلينكن هذا الذي تحاورونه هو شريك “إسرائيل” في جرائم الحرب التي تُقْتَرَفُ اليوم على غزة؟

أليس هو من يحاصر غزة مع “إسرائيل” بجيشه وحاملات طائراته ويشارك في الحرب ويهدد كل أصدقاء غزة ويمنعهم من مساندتها؟

أليس بلينكن هو مَن يمنع الماء والغذاء والدواء عن غزة، لأنه لا يأمر بذلك وهو صاحب القرار أن يمنع ذلك؟

أليس بلينكن هو مَن يشارك ويساهم في قصف المشافي والمدارس والكنائس والجوامع والشوارع والبيوت على رؤوس المدنيين الغزاويين؟

أليس بلينكن هو مَن يقرر بلسان “إسرائيل” الترنسفير لشعب غزة وقتل واجْتِثاث جيش غزة؟ لماذا الحديث مع السيد بلينكن عن المفاوضات حول حلّ الدولتين؟

هل تريدون أن نحاور “إسرائيل” ونفاوضها كيف تخرج من القدس؟ وكيف تهدم مستوطناتها وتسحب مستوطنيها من الضفة الغربية، وما نوع الحكم والدولة العتيدة؟

هل تريدون أن نحاور “إسرائيل” ونفاوضها أيضًا 30 سنة قادمة لكي تقول لنا “إسرائيل” في نهاية المطاف: “دولة فلسطينية منزوعة السلاح، حدودها بيد إسرائيل وحكم ذاتي لا غير، منقوصة السيادة وتقرير المصير أو انصرفوا وانغمروا تحت الاحتلال”.

لماذا لا تفاوضون هيئة الأمم على الأقل، حول قراراتها؟ لماذا لا تفاوضون مجلس الأمن لتنفيذ جميع القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية واللاجئين وحَلّ الأمور بالقانون الدولي تحت البند السابع إن لزم الأمر؟ 

“إسرائيل” لن تخرج من القدس ولو فُرِضَتْ عليها حرب عالمية، ولن تقبل بحل الدولتين ولا بخروج مستوطناتها ومستوطنيها.

بعد اليوم لن يقبل الفلسطينيون بالعيش مع “دولة” ينحدر قادتها وشعبها إلى درك السفالة الأخلاقية كما يفعلون الآن في غزة. ولن يقبلوا أية جهة دولية أو عربية أو إسلامية  تدير شؤون غزة بعد الحرب. الشعب الفلسطيني يحكم نفسه؛ لأنه هو من ينتصر في حرب غزة ولن يهزمه أو يقهره أحد.

سَتُهْزَم “إسرائيل” وكل من يساندها.

وحماس والجهاد ستبقى سيدة غزة حتى يصل الشعب الفلسطيني إلى توحيد صفوفه ويصل إلى الوحدة الوطنية.

يفاوضنا العالم بالبندقية والموت وتطلبون منا أيها القادة العرب أن نشرب دمنا من أيديهم حين نعطش، ونأكل لحمنا الذي تفتته قنابلهم حين نجوع؟ إن كنتم عاجزين عن حمايتنا فنحن لا نريدكم أن تساهموا في حَثو التراب على أجسادنا.

الآن زمن الحلّ، زمن المفاوضات أصبح خلفنا. سقطت جميع الاتفاقات والمبادرات المبرمة ما بيننا وبين “إسرائيل”.

نحن في الميدان، وسيلحق بنا شرفاء العالم والعرب. نموت كلنا ولن نخضع ولن نستسلم. لا يستطيع أحد قهر إرادة شعبنا بأن يقاتل ويقاوم ويحارب حتى يستردّ حقوقه ويحرر أرضه وشعبه وقدسه ومقدساته.

البندقية وإرادة الحياة والحرية لن تُفْلِتَ مِن يدنا أبدًا. فلتذهب المبادرة العربية إلى الجحيم، لتذهب أوسلو إلى الجحيم، ليذهب كل الذين لم يحاربوا معنا حرب غزة إلى الجحيم،  ثورتنا لن تُهْزَمَ في غزة ولن نقبل إلا بتحرير كامل تراب أرضنا من بحرها إلى نهرها.

بقلم الأب مانويل مسلم
عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى