أصدر علماء الأمة بيانًا حازمًا يستنكر مواقف عدد من الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك رئاسة السلطة الفلسطينية، من «خطة ترامب»، واعتبروا تبنّيها أو الترحيب بها تواطؤًا مع مشروع تصفية قضية فلسطين. وجاء في البيان تأكيدات ومواقف أساسية تبرز مسؤولية العلماء والأنظمة أمام الأمة ومقدساتها.
شدّد البيان أولًا على أن الولايات المتحدة لم تكن يومًا وسيطًا نزيهًا، بل كانت داعمًا أساسيًا للكيان الصهيوني سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وأن السلاح الأمريكي ساهم في الجرائم المرتكبة في غزة.
ثانيًا، اعتبر البيان مواقف بعض الدول التي بادرت إلى دعم الخطة قبل استشارة أصحاب الأرض والميدان «ضغطًا» على المقاومة، لا دعمًا لها، محذّرًا من أن هذا السلوك يضعف الصفّ ويخدم المشروع الصهيوني.
وركّز البيان ثالثًا على أن التماهي مع قرارات واشنطن لا يحفظ كرامة الدول ولا يؤمنها، بل يزيد من هشاشتها أمام تحوّلات المصالح الدولية، وأن التاريخ يبيّن كيف تخلى الغرب عن من تخلّوا عن مواقفهم.
ودعا البيان علماء الأمة ومؤسساتها الشرعية إلى الخروج من صمت الحسابات الضيقة ويعلوا صوتهم في نصرة الحق والمقاومة دون مداهنة ولا تردد، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾ [الأحزاب: 39]، إنّ العالِم الذي لا يجرؤ على تسمية الباطل باسمه، ولا يتقدّم الصفوف في لحظات الحسم يتحوّل من موقع الهداية إلى شريكٍ في الضياع.
وجاء في البيان موقف صريح وقطعي بالوقوف مع أهل غزة ومقاومتهم «قلبًا وقالبًا»، واعتبار نصرة غزة واجبًا شرعيًا وإنسانيًا، قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾ [النساء: 75].
كما اعتبر أن اتفاقيات “السلام والتطبيع” السابقة مع الكيان باطلة شرعًا، وأن أرض فلسطين “وقف إسلامي” لا يجوز التنازل عنها أو تفريطها بأي شكل.
ختم العلماء بنداءٍ للعمل الجماعي: النفير العام لنصرة غزة بمختلف الوسائل المشروعة—الكلمة، والدعاء، والمال، والمقاطعة، والضغوط الشعبية والدبلوماسية—ومطالبة الشعوب بالضغط على حكوماتها لوقف أي مسار يخدم مشروع التصفية، مؤكدين أن النصر مع الصبر وأن الله غالب على أمره.
وقد وقّع على البيان أكثر من 60 عالمًا وداعية، إلى جانب مؤسسات علمائية من فلسطين واليمن والعراق وتركيا وإيران وماليزيا وأفغانستان والمغرب العربي وغيرها.
ومنها هيئة علماء فلسطين، والهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعية نهضة علماء اليمن، والائتلاف العراقي لنصرة الأقصى، إلى جانب أكثر من عشر هيئات إسلامية أخرى.
المصدر: هيئة علماء فلسطين
