قرر عراقيون الاستغناء عن ذبح الأضاحي هذا العام في بلدهم، وذلك لحاجة أهل قطاع غزة الفلسطيني الذي يتعرض لحرب صهيونية، إلى المساعدة.
وامتنع كثيرون في العراق عن أداء الشعيرة هذا العام، لخصوصية الظروف التي تمر بالمنطقة في ظل حرب إبادة صهيونية مستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أدّت إلى افتقار غزة إلى أبسط مقومات الحياة.
وبدلًا عن ذلك أرسل العراقيون قيمة الأضاحي إلى قطاع غزّة، ومن قرر منهم ذبح الأضحية، فإنه سيرسل لحومها إلى هناك، فهم أولى من غيرهم بحسب تعبيرهم.
في سياق متصل، أفتى المجمع الفقهي العراقي، لكبار العلماء للدعوة والإفتاء، في وقتٍ سابق، بجواز إرسال قيمة الأضحية إلى أهالي غزة. وقال المجمع في فتواه: إنها “تأتي من باب إغاثة المسلمين، وسد حاجة المحتاجين”.
في السياق ذاته، حلّ عيد الأضحى هذا العام على الفلسطينيين في قطاع غزة “حزيناً وبلا أضاح”، وسط استمرار الحرب التي يشنها الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال تجار مواشي فلسطينيون ومواطنون، في أحاديث منفصلة: إن الحرب المستمرة للشهر التاسع على التوالي دمرت موسم الأضاحي لهذا العام.
وتختفي طقوس استقبال العيد من شوارع قطاع غزة التي اكتست بمظاهر الدمار، وقد كانت في هذا الوقت من كل عام تتجهز بالزينة والأضواء والأراجيح.
وغيّبت الحرب أسواق العيد لاسيما الخاصة ببيع الأضاحي والتي يطلق عليها الفلسطينيون بالعامية اسم “أسواق الحلال”.
قلوبنا تتألم
من ناحيته، أعرب الشيخ بشار المشهداني، إمام مسجد الجيلاني في بغداد، عن أسفه لما يحدث في غزة ولما يتكبده الشعب الفلسطيني من خسائر جراء الحرب المتواصلة، مشيرًا إلى الغصة التي تلتف أجواء العيد في العراق.
وقال المشهداني: “نفرح بالعيد ولكن بقلوب تتألم عندما نر ى وننظر إلى إخواننا في فلسطين. نسأل الله تعالى أن يفك محنتهم، ويرحم موتاهم، ويشفي مصابهم، ويهديهم”.
رفعتم رؤوسنا
من ناحيته، وجّه رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، فالح الفياض، رسالةً إلى أبناء غزّة، قال فيها: “أبناء غزة رفعوا رؤوسنا وقدّموا مثالًا على الصبر والتضحية، في زمن عزّت فيه هذه القيم”، مباركًا للمقاومين الذين ينصرون الحق الفلسطيني.
المصدر: مواقع عراقية
