هيئة علماء المسلمين في العراق تدين مجزرة رفح
أكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق، الاثنين 27-5-2024، أن الاحتلال الصهيوني ارتكب جريمة مكتملة الأركان في رفح جنوبي قطاع غزّة، تزاد على سجلّه الأسود المتخم بجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي يستخدمها وسيلة لإبادة الفلسطينيين إذ قصف مخيمّات إيواء النازحين فيها، والتي زعم الاحتلال في وقتٍ سابق أنّها “منطقة آمنة”.
وقالت الهيئة في بيانٍ لها إنّ الجريمة تأتي في سياق انتقامي شهدت فيه مناطق الإيواء في عموم قطاع غزة استهدافات مباشرة خلّفت أكثر من (190) شهيدًا في غضون الأربع والعشرين ساعة، التي سبقت ارتكاب هذه المجزرة؛ ليعلن الاحتلال بعد ذلك بكل وقاحة أن هجومه على المدينة جاء “وفقًا للقانون الدولي”، وأنّه استهدف “مسلحين”، في الوقت الذي أظهرت نتائج القصف جثث الأطفال ما بين متفحمة أو مقطعة الأوصال، علاوة على ما أصاب النساء والمدنيين العزل من حروق شديدة تسببت بخضوع الكثير منهم إلى عمليات بتر الأطراف.
ولفت البيان إلى أنّ جريمة الاحتلال الصهيوني هذه التي ارتكبها بحق المدنيين العزل من النازحين على نحو من الانتقام والغيظ؛ إنما هي دليل مؤكّد على حجم الضرر البالغ الذي أصاب جيشه وقوّاته التي توصف بأنّها “نخبة”؛ جرّاء هجمات المقاومة الفلسطينية الفعّالة في غزة وعملياتها النوعية المتزايدة في مناطق القطاع، ومنها عملية (جباليا) الأخيرة، التي استدرج المجاهدون فيها قوّة للاحتلال إلى أحد الأنفاق، وأجهزوا عليها وعلى ما وصل إليها من دعم، حتى أمسى العشرات من جنود العدو بين صريع وأسير في المنطقة التي تتعرض منذ أكثر من أسبوعين لعمليات عسكرية كثيفة ينفذها الاحتلال -على ظن منه- لإحكام السيطرة عليها.
كما أشار البيان إلى أنّ معركة “طوفان الأقصى” أعطت على مدى الشهور الثمانية من عمرها الكثير من الأدلة على سلوكيات الاحتلال الذي أضحت منهجيته مكشوفة ومفضوحة؛ بحيث صارت قناعة الرأي العام شبه مؤكدة بأنّ إيغاله في استهداف المدنيين وتعمّقه في ارتكاب جرائم الإبادة في محور ما من محاور قطاع غزة؛ ما هو إلا نتيجة انكساره في محاور أخرى، ولاسيّما مع تراكم الإثباتات على فشله يومًا بعد آخر في تحقيق أهدافه التي أعلن عنها منذ بدء حربه البرية في القطاع.
المصدر: هيئة علماء المسلمين في العراق