“الأزهر للفتوى”: الفتاوى الدينية لا تقل أهميةً عن الأدوار المختلفة في نصرة فلسطين
قال مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الدكتور أسامة الحديدي إنّ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يؤكد أنّ حق الأمة الإسلامية والعربية في فلسطين و”القدس الشريف” حقٌ دينيٌ ثابت أكدته النصوص الدينية القطعية، ونصرته قضية محورية أساسية لن نكل أو نمل من التذكير بها، أو الدفاع عنها، ويقابل هذا الحق واجب الدفاع عن هذه القضية بكل ما أوتيت الأمة من قوّة ومقدرات.
جاء ذلك خلال كلمته عن مخرجات وتوصيات الملتقى الفقهي الرابع الذي عقده مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحت عنوان: “هيئات ومؤسسات الفتوى ودورها في دعم القضية الفلسطينية”، الذي عُقد الإثنين 6-11-2023، في مركز الأزهر للمؤتمرات في القاهرة، بحضور نخبة من علماء الأزهر والمفكرين وقادة الرأي وحضور وعاظ الأزهر والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وشباب الجامعات.
وتابع الحديدي نؤكد أن الكيان الصهيوني اللقيط الأثيم ليست له أي حقوق دينية أو تاريخية في القدس وفلسطين، وأن ما يذكره في هذا السياق ليس إلا أوهامًا تدخل في جملة إدعائاته الباطلة، لا أساس لها من الصحة، كما أنه لا يمكن أن يكون دليلًا مسوغًا له فيما يرتكبه من جرائم وحشية، ومجازر همجية تشيب لها الولدان في حق الشعب الفلسطيني المكلوم المظلوم.
وأكد أنه لا يجوز للمسلمين في بقاع الأرض عامة وأهل فلسطين خاصة التخلي عن قضية “القدس الشريف” أو المزايدة حولها، أو تغليب المصالح الشخصية عليها، وأنه إذا ما وقعت الأمة في هذا المنزلق فقد ارتكبت أمرًا شنيعًا، ومحذورًا كبيرًا، وجرمًا عظيمًا لن تمحوه الأيام والسنون، وسيعرض في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، في يوم العرض الأكبر “يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ.”
وقال: يجب علينا أن نتوارث حقنا في القضية الفلسطينية وأن نورثهُ أبناءنا والأجيال القادمة، وأن نغرس فيهم العقيدة الراسخة التي تقضي بأحقيتنا الإسلامية والعربية في أرضنا ومقدساتنا، وأن تكون مواقفنا التاريخية القوية والواضحة تجاه هذه القضية نبراسا يهتدون به على مر التاريخ، ولا شك أن موقف الأزهر الشريف من هذه القضية على مر التاريخ واضح وضوح الشمس في كبد السماء.
وتابع الحديدي: نؤكد القيمة الكبرى للفتاوى الدينية، وأنها لا تقل أهمية عن الأدوار السياسية والدبلوماسية والحقوقية في نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن المستضعفين والمظلومين، سيما في هذا الموقف الذي يدعو فيه حاخامات الصهاينة من خلال فتاواهم إلى إبادة جماعية للفِلسطينيين في تحدٍ صارخ لهدي السماء، حيث كتب عليهم “أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ” وتأثيرُ الفتوى في نصرةِ قضايا الإسلامِ على مر التاريخ معلوم مرقوم.
المصدر: موقع الشروق