فتاوى الحج وإغاثة المنكوبين في غزة
صدرت عن هيئة علماء فلسطين، فتاوى تقول إنّ إغاثة المحتاجين مقدمة على عمرة وحج النافلة، وإن بذل الأموال المخصصة للأضاحي وتقديمها للمنكوبين في قطاع غزة وغيرها من بلاد المسلمين أعظم أجرًا وأفضل بكثير من أداء مناسك التطوع.
وفي مقابلة خاصة مع “الجزيرة نت”، قال رئيس هيئة علماء فلسطين، نواف تكروري إن الإنفاق في مواطن الحاجة الملحة، فضلًا عن مواطن الجهاد، يعد من الفرائض وليس من المندوبات، وهذا قطعا أحب إلى الله سبحانه وتعالى من نافلتي الحج والأضحية ونافلة العطاءات كلها.
وأضاف أنه إذا كانت المقارنة بين حج النافلة وأداء فريضة إنقاذ الأرواح من الموت جوعا وعون المجاهدين على مقارعة عدو يريد أن ينال من هذه الأمة في كرامتها وعزتها “فلا أعتقد أنه يختلف العلماء في ذلك لأنها مقارنة بين فريضة ونافلة”.
الحج أم إنقاذ الأرواح؟
وعند سؤاله عن الأولوية بين حج الفريضة وإنقاذ أرواح المنكوبين من المسلمين، أجاب رئيس هيئة علماء فلسطين بأن حج الفريضة يدخل فيه الخلاف، إذ “يرى فقهاء الشافعية أن الحج يجب على التراخي ولا يجب على الفور، ومن هنا إذا كانت هناك حاجة ملحة حاضرة فهي أولى من الحج الذي هو قابل للتأخير”. ويستدرك بأن “جمهور العلماء يرون أن الحج يجب على الفور”.
ويشرح تفاصيل ذلك بأنه “إذا فوّتنا حجًا لازمًا هذا العام فإنه يفوت إلى بدل في العام القادم أو الذي يليه أو الذي يليه، بينما إذا فوتنا روح إنسان فقد فاتت، وإذا تركنا إنسانًا يموت جوعًا فقد مات ونتحمل مسؤوليته”.
ويتفق مع ذلك الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة قطر، أحمد الريسوني، ويقول “إن الفرائض والواجبات مقدمة على نوافل الطاعات، فحيثما وقع تعارض بين فريضة ونافلة فتقديم الفريضة أولى وأصح، وهو الفقه الصحيح، وهو التدين السليم”.
وأضاف الريسوني أن هذا ينطبق تمامًا على مسألتنا هذه الأيام وهي المفاضلة بين حج وعمرة النافلة، فالمقدم هو حاجات أهلنا في غزة، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها:
أولًا: هناك في غزة جهاد حقيقي وشرعي وواجب وجوبا عينيا، لأننا أمام احتلال، وهذا الجهاد من أوجب الواجبات.
ثانيًا: احتياجات أهلنا في فلسطين بلغت مبلغا قل نظيره من الاضطرار والاحتياج وسد الرمق.
ثالثًا: أي درهم يوجه إلى غزة -وفلسطين عامة- سواء كان زكاة أو أي مال آخر هو قيام بواجب مستعجل، أو هو قيام بواجب الوقت، كما يقول الفقهاء.
المصدر: الجزيرة