علماء البحرين يدعون الدول العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني
أصدر 144 من علماء ودعاة مملكة البحرين بيانًا بشأن نُصرة المقاومة الفلسطينيَّة والتَّنديد بالاعتداءات الصُّهيونيَّة على الشعب الفلسطيني، جاء فيه:
ما زلنا نتابعُ مع أمَّة الإسلام والأمَّة العربيَّة وجميع أحرار العالم ما يُسطِّره طُوفان الأقصى بأرض فلسطين المباركة من ملاحم البطولة والثَّبات والصُّمود أمام الإبادة الجماعيَّة ومحاولة التَّهجير القسري وجرائم الحرب الفظيعة ضدَّ الإنسانيَّة التي يرتكبها العدو الصُّهيوني المحتلّ، الممعن في التَّعالي على الحقوق الإنسانيَّة بالحصار والقصف المتعمَّد بجميع الأسلحة الفتَّاكة، واستهداف المدنيِّين الأبرياء من الأطفال والنِّساء والرِّجال، وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات، وقطع الماء والكهرباء، ومنع الوقود والدَّواء.
وأمام هذه المآسي الكارثيَّة والمواقف الغربيَّة المزدوجة، فإنَّ علماء البحرين ودعاتها من الموقِّعين على البيان يؤكِّدون ما يأتي:
أوَّلًا: وجوب قطع العلاقات الدُّبلوماسيَّة والاقتصاديَّة من الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة مع الكيان الصُّهيوني، وإلغاء جميع اتِّفاقيَّات التَّطبيع التِّجاريَّة والأمنيَّة وإغلاق السَّفارات، وقد قال تعالى: (يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أولِياءَ).
ثانيًا: المسارعة لإنقاذ النُّفوس البريئة من المدنيِّين العزَّل بكلِّ الوسائل، ووقف العدوان على غزَّة فورًا دون قيد أو شرط، واتِّخاذ موقف سياسي واقتصادي صارم وموحَّد من الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة ضدَّ الدُّول المساندة للعدوان الصُّهيوني، وبذل كل الإمكانات لمنع ترحيل أهل غزَّة، والعمل على فتح المعابر المؤدِّية إلى غزَّة فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانيَّة وكلّ ما يحتاجه أهلنا هناك، وكسر الحصار المفروض عليها ظلمًا وعدوانًا منذ سبعة عشر عامًا، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «المسلمُ أَخُو المسلم، لا يَظلِمُهُ ولا يخذُلُهُ ولا يحقِرُهُ».
ثالثًا: دعم مقاومة الشَّعب الفلسطيني المسلم المظلوم ونُصرة جهاده العادل تجاه العدو الغاصب، والذَّود عن مقدَّسات المسلمين، وإقامة حلف إنساني من الدُّول الدَّاعمة لحقوق الشَّعب الفلسطيني على مستوى العالم الحر.
رابعًا: تكثيف حملات التَّوعية الإعلاميَّة للتَّعريف بالقضيَّة الفلسطينيَّة ومناصرتها في مختلف الوسائل، وإيقاف المظاهر الاحتفاليَّة في مملكة البحرين مراعاة لما يتعرض له إخواننا في فلسطين، فضلًا عن إيقاف حفلات وتجمُّعات المعاصي؛ لأنَّ الأمة في حالة حرب تستوجب طلب رضا الله تعالى واجتناب ما يسخطه، قال النُّعمان بن بشير رضي الله عنه: «إنَّ الهلكة كلَّ الهلكة أن يُعمل بالسَّيِّئات في أزمان البلاء».
خامسًا: استمرار القنوت في المساجد والجوامع، والدُّعاء لإخواننا في فلسطين بالنَّصر والتَّمكين، مع تذكير عموم أهل البحرين وبقيَّة الشُّعوب العربيَّة والمسلمة بلزوم طاعة الله، والتَّوبة من الآثام، وإحياء عقيدة الولاء والبراء، ومقاطعة المنتجات الصُّهيونيَّة والدَّاعمين لها، والتَّبرُّع بسخاء لأهلنا في غزَّة، ونصرة المقاومة الفلسطينيَّة في وسائل التَّواصل والإعلام، وقد قال تعالى: (يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أقدامَكُم(
وختامًا فإنَّنا على يقين بأنَّ الله سينصر عباده المظلومين وسيقهر أعداءهم، وأنَّ مع المسلمين وعد الله الحقّ، وسنن الله تعالى في المجرمين المحتلِّين أنَّهم إلى زوال (وَسَيَعلَمُ الَّذينَ ظَلَموا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبونَ).