مجموعة من المنظمات والاتحادات الدينية في ماليزيا ترسل جواباً حول استفتاء دعم القطاع الزراعي في غزة وعموم فلسطين
وجّهت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين والملتقى العلمائي من أجل فلسطين، استفتاءً إلى عددٍ من السادة المفتين والفقهاء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ويتعلق الاستفتاء بمشروع “ساند” لدعم وترميم القطاع الزراعي في غزة وعموم فلسطين، وقد بعثت مجموعة من المنظمات والاتحادات الدينية في ماليزيا جواباً على الاستفتاء، وجاء الجواب كالآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الكرام في الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين
السلام عليكم ورحمة والله وبركاته، وبعد: يسرنا باسم المجمّع الآسيوي لاتحاد العلماء المسلمين، وتحالف المساجد العالمي للدفاع عن الأقصى، ومنظّمة (MAPIM)، أن نتقدّم بأحرّ التحيات وأعطرها، سائلين الله تبارك وتعالى أن يتقبّل كل أعمالكم النبيلة وجهودكم الطيبة التي تبذلونها في سبيل توحيد صفوف المسلمين، والخطوات ضدّ عدوان الكيان الصهيوني على القدس الشريف والمسجد الأقصى، ودعم جهاد إخواننا في فلسطين الشقيقة.
في هذه المناسبة نودّ أن نرسل إليكم
الإجابة على السؤالين المطروحين في رسالتكم الماضية.
١- ما حكم دعم المشاريع الزراعية لإخواننا الذين اعتدى الاحتلال على أراضيهم، بشكل أدَّى إلى تخريب منشآتهم، أو تدمير آلاتهم وأدواتهم الخاصة بالزراعة، وأعاقهم عن متابعة العمل في مزارعهم ؟
أمّا ما يتعلّق بالسؤال الأول فنرى أنّه يجب مساعدة ودعم إخواننا الذين تعرّضوا لاعتداءات الاحتلال الوحشية مما أدى إلى فقدان مصادر الرزق للعيش، بموجب الأدلة الشرعية المتوفرة:
قوله سبحانه في سورة الحجرات الآية العاشرة: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وقال أيضاً في سورة التوبة الآية 71: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه، مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ).
بل نجد هذا العمل مهمًا وضرورياً جداً، لأنّ نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلّم، قال: (من نفّس عن مؤمنٍ كُربة من كُرَب الدينا نفّس الله عنه كربةً من كُرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
٢- هل يجوز تقديم جزء من أموال الزكاة الواجبة إلى هؤلاء المساكين الذين فقدوا مصادر رزقهم كلياً أو جزئياً، وتحت أي مصرف من مصارف الزكاة يكون ذلك ؟
لا شكّ في أنّه يجوز تقديم وصرف جزء من أموال الزكاة إليهم إن كان وضعهم يندرج ضمن إحدى فئات مصارف الزكاة. في حالتهم الموصوفة، يمكننا أن نفترض أنهم يتناسبون مع فئة مصرف الفقراء والمساكين.
وختاماً نقدّم إليكم شكرنا الجزيل وعميق احترامنا مقرونة بمحبتنا لكم ولبلادكم الكريمة أدام الله عزّها وأمنها.
ودمتم ذخراً للأمة الإسلامية في كل زمانٍ ومكان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
16 محرّم 1443 / 25 آب أغسطس 2021
د.و. الشيخ عبد الغني شمس الدين – رئيس التجمع الآسيوي لاتحاد العلماء المسلمين
د.س. الشيخ أحمد أوانج – رئيس تحالف المساجد العالمي للدفاع عن الأقصى
الشيخ عزمي عبد الحميد – رئيس المنظمات المدنية الإسلامية في ماليزيا (MAPIM).