100عام على ثورة النبي موسى.. ﺃﻭﻝُ ﺛﻮﺭﺓٍ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ
تُعدّ ثورة النبي موسى ﺃﻭﻝ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﺑﺪﺃﻫﺎ ﺃﻫالي ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ ﻓﻲ الـ 4 ﻣﻦ ﻧﻴﺴﺎﻥ عام 1920، حيث لم تشهد الفترة السابقة لعام 1920 أي ثورةٍ، أو مواجهةٍ شاملةٍ.
اندلاع الثورة
مع تعاظم حركة الاستيطان اليهودي والهجرة إلى فلسطين بعد الاحتلال البريطاني والذي تلاه مباشرة صدور وعد بلفور عام 1917، تصاعدت إجراءات الاحتلال البريطاني القمعية، بحق الشعب الفلسطيني. غدت كافة الظروف مواتيةً لاشتعال ثورةٍ في فلسطين، وهذا ما حصل فعلًا في 4/4/1920، خلال موسم النبي موسى؛ وهي مناسبة شعبية فلسطينية، فعند دخول وفدِ مدينة الخليل، إلى المسجد الأقصى، هاجم أحد الصهاينة أعضاء الوفد، وقام بتدنيس راية مدينة الخليل.
انقضّ أحد أفراد الوفد الخليلي، على الصهيوني الذي دنّس الراية وقطع يده بالسيف، لتندلع بعد هذه الحادثة فصولُ المواجهة الشعبية الأولى، بين أصحاب الأرض، ومغتصبيها من الصهاينة، الذين تلقوا خلال المواجهات دعمًا من قوات الاحتلال البريطاني، وبدا ذاك واضحًا بالإصابات في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كانت بالرصاص الحي، في حين أن كافة إصابات الصهاينة، خلال الثورة، كانت بالحجارة، والعصي، والسلاح الأبيض.
الثورة والتداعيات
امتدت ثورة النبي موسى من يوم 4-4-1920 حتى 10-4-1920، وبدأت هذه الانتفاضة بشكلٍ عفوي، ولكن كان لها عددٌ من القيادات الوطنية والمنظمات غير الحكومية التي عملت على قيادتها حتى أن الهجوم على الصهاينة كان من خلال تنسيقٍ مسبق، ولكنها تعدّ ثورةً عفوية باعتبار أن قيادتها نابعة من صميم جمهورها ومعبرةً عن إرادته، فكان لموسى كاظم الحسيني دورٌ هام في قيادتها.
وتمخضت أحداث الثورة عن استشهاد 4 فلسطينيين، ومقتل 9 صهاينة، ولم تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من إيقاف المواجهات، إلا باستخدام القوّة المفرطة، وفرضِ حظرٍ للتجول، لتكون الثورة الفلسطينية الأولى، في التاريخ الحديث، منطلقةٌ من القدس، والمسجد الأقصى، مستهدفةً الخطر الرئيسي، والعدو الأول المتمثل بالمشروع الصهيوني الاحتلالي على أرض فلسطين.
كما وشكّلت ثورة النبي موسى مقدمةً لأحداثٍ واحتجاجاتٍ تطوّرت لاحقًا حتى الثورة الكبرى عام 1936.