رسالة شديدة اللهجة من أئمة مساجد وجمعيات بريطانيّة: على حزب العمال أن يدعم قضايا المسلمين وفلسطين وإلّا!
حضرة النائب السير كير ستارمر،
لأكثر من 40 عامًا، دعمَتْ الجالياتُ المسلمة في جميع أنحاء المملكة المتحدة حزب العمّال بإخلاص وتفانٍ. في باتلي وسبين على وجه الخصوص، وخلال مختلف القادة والأزمنة والمناخ السياسي، كان مجتمعنا الإسلامي من بين الناخبين العماليين الأكثر ثباتًا في أي مكان في البلاد.
نكتب إليكم اليوم كممثلين عن مختلف المساجد والمنظمات الإسلامية في منطقة باتلي وسبين، لأنّه بعد عقود من دعم هذا الحزب، وطرق الأبواب، وتنظيم حملات لزيادة إقبال الناخبين وغير ذلك الكثير، نحن الآن في شك كبير حول ما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في دعمنا هذا لكم.
فلسوء الحظ، يبدو أنه بينما كنا نحن فخورين بدعم حزب العمل، لم يكن حزب العمل فخورًا بدعمنا خلال هذه الفترة الطويلة. ببساطة وبكلّ أسف، لقد تمّ اعتبار إعطائنا أصواتنا للحزب أمرًا مفروغًا منه.
القضايا التي تواجه المسلمين في دائرتنا واسعة وعميقة الجذور. بعضها متوافق مع تلك التي قد تراها في مناطق مشابهة لمنطقتنا؛ نقص المساكن، نقص في تأمين الموارد المدرسية، إغلاق المرافق العامة والمستشفيات، إلخ. والبعض الآخر خاص بمجتمعنا الإسلامي ومنطقتنا؛ هذا يشمل مخاوف بشأن المدّ المتصاعد من موجات الإسلاموفوبيا، والعنصرية المتأصّلة في العديد من التيارات الموجودة في بلدنا وكذلك بخصوص الأزمات الدولية المستمرة في فلسطين وكشمير وشينجيانغ وخارجها.
إذا أردنا الاستمرار في دعم حزب العمال والقتال من أجله، فإننا نتوقع أن يكون حزب العمال إلى جانبنا، وعلى وجه الخصوص لدعمنا في الحملات التي نقوم بها حول القضايا التالية:
[1] الإسلاموفوبيا
منذ عام 2016، كان المد المتصاعد من الإسلاموفوبيا مصدر قلق كبير لكل مسلم في المملكة المتحدة. من ارتفاع بنسبة 500٪ في الهجمات العنيفة وغير العنيفة منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى إصدار تقرير شبكة العمل المسلم في عام 2020، أصبحت قضية الإسلاموفوبيا مشكلة علنية ولها بعد بنيوي وذات صلة وثيقة بمجتمعاتنا. نحن بحاجة إلى رؤية ما هو أكثر من التشدق بالكلام في هذه القضية. نحن بحاجة إلى قيادة حقيقية ملتزمة باتخاذ الخطوات اللازمة لحل قضية الإسلاموفوبيا داخل الحزب نفسه. نحن بحاجة إلى رؤية تعهّد مباشر من قبلكم ومن مجلس الظلّ بشأن هذه المسألة. نحتاج أيضًا إلى التزامات حازمة وإجراءات مقترحة لمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع ككلّ.
[2] فلسطين
الاحتلال والعنف والقمع المستمر في فلسطين هو قضيّة لا تغيب عن عقول وقلوب الآلاف في باتلي وسبين، بما في ذلك مكوناتها المسلمة.
يتعين على حزب العمل تجاوز الخطاب السياسي المعتاد وإظهار التزام بتغيير حقيقي في السياسة. نعيد ونكرّر: الحلّ لا يمكن أن يكون مجرّد اقتراحات شكلية كالتي تم تمريرها سابقاً، والتشدق الكلامي حول هذه القضية لن يثمر حلاً كذلك. بصفتك زعيم المعارضة، يجب أن تدلي أنت ووزرائك في حكومة الظل بتصريحات واضحة حول موقفك. ويشمل ذلك الاعتراف بفلسطين كدولة، ودعم حظر الأسلحة الكامل ضد إسرائيل بالإضافة إلى دعم حركة المقاطعة (BDS) كشكل أخلاقي من أشكال المقاومة.
نودّ أن نسمع التزامًا لا لبس فيه تجاه هذه القضايا قبل الانتخابات. من المؤسف أنّـك لم تخصّص وقتًا لسماع آراء ناخبي حزب العمال العاديين خلال زيارتك الأخيرة إلى باتلي وسبين في ظل هذه الظروف. هل يمكنك توضيح ما إذا كنت ستدلي ببيان عام حول هذا الأمر؟ أمّا إذا كنت تفضل منتدى أكثر خصوصية – في هذه الحالة نحن مستعدون لمقابلتك بشكل خاص.
إنّه لمن المؤلم لنا أن نقول أنّ هذه العلاقة الراسخة بين مجتمعنا وحزب العمل – والتي قدمنا الكثير لها – هي اليوم في هذا الموقف الصعب.
نحن نتواصل معكم لأنّ هدفنا يفترض أن يكون واحداً وهو إصلاح هذه العلاقة. مع كل الاحترام لشخصكم، ولكنه لا يمكننا أن نقول أننا واثقون بما فيه الكفاية حول مدى جدية القيادة العمّالية في أخذ ما ورد أعلاه على محمل الجدّ. أعتقد أنكم على دراية بالفعل بالانشقاقات التي قام بها العديد من النشطاء والناشطات العماليين البارزين سابقًا، وحتى المستشارين السابقين في منطقة باتلي وسبين، وهم أيضاً يستشهدون بالأسباب المذكورة أعلاه باعتبارها السبب الرئيسي لعدم الرضا عن العمل.
ستدرك بالفعل أن هذه ليست مجرد مشكلة محلية مقصورة على باتلي وسبين، فقد أظهر الاستطلاع الأخير الذي أجرته شبكة العمل المسلم، أنّ حزب العمل يفقد دعم الجاليات المسلمة على الصعيد الوطني.
يتوقع عدد كبير من الأئمة/ الأفراد البارزين والمؤثرين في المساجد ومنظمات المجتمع المدني تلقّي تحديث حول التقدم المحرز في هذه الرسالة بالذات، ويراقبون الوضع عن كثب.
إذا لم تتم تلبية الاحتياجات والقضايا التي تهمّنا فمن المحتمل أن تستنتج التجمعات والأعضاء والمجتمعات المحلية أنّ حزب العمل لم يعد يضع مصالحنا في الحسبان. من المحتمل أن يؤثر هذا السيناريو على فئات أخرى في المملكة المتحدة؛ حيث تشترك أقسام كبيرة من الناخبين في نفس المخاوف معنا بشأن هذه القضايا.
نحن نأمل أن يتمّ تفادي ذلك، وأن تستجيب القيادة العمالية بشكل إيجابي لما ورد أعلاه.
نحن نتطلع الى جوابكم.
تفضلوا بقبول فائق الاحترام،
منظمة أنصار
مدرسة المحمودية
أصدقاء باتلي وديوسبري في الأقصى
مركز الهلال الإسلامي
منظمة أنصار
مدرسة المحمودية
أصدقاء باتلي وديوسبري في الأقصى
مركز الهلال الإسلامي
(ترجمة الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين)