مقالات

ويبقى السؤال مفتوحاً

بقلم الأستاذ الدكتور الشيخ علاء الدين زعتري

أين صوت (حقوق الإنسان)، أين صوت المنظمات الدولية، من هذا الظالم الغشوم.

ويبقى السؤال مفتوحاً:

يا مجلس (الخوف) الذي في ظله           كُسر الأمان وضُيِّع الميثاق

أَوَ ما يحركك الذي يجري لنا                أَوَ ما يثيرك جرحنا الدفاق؟

ويبقى السؤال مفتوحاً:

يا مجلس (الخوف) إلى متى                تبقى لتجار الحروب رهينة

إلى متى ترضى بسلب حقوقنا              منا وتطلبنا ولا تعطينا

الاغتيالات لا تصنع انتصارات

لم تكن الاغتيالات التي يقوم بها أهل الإجرام، أو عصابات الإفساد في الأرض، لم تكن يوماً لتنهي مقاومة، أو تلغي حقاً لشعب، أو تمحو ذاكرة أمة، بل أثبت التاريخ أن اغتيالات القادة تشد من عزائم أبناء الحق، وتقوي قلوبهم، في مواجهة من اعتدى عليهم، مرة بحجب الحق، وأخرى بالقتال، وثالثة بالاغتيال.

فاغتيال الشهيد عز الدين القسام؛ جعل المقاومة الفلسطينية أشد تماسكاً، واغتيال الشيخ أحمد ياسين جعل المقاومة ذاتها أكثر قوة على الأرض في الميدان.

إن الاغتيالات في عُرف العقلاء هي عمل جبان، وعمليات مدانة؛ لأن أصحابها لما كانوا جبناء، يخشون المواجهة، ويخافون من الموت، ويتجنبون الحقيقة في ساحة المعركة، يلجؤون إلى أساليبهم الإبليسية، وجواسيسهم المرتزقة، ليدلوهم على الأهداف، فيقصفون من بعيد؛ جواً، وبحراً، وأرضاً، مستخدمين آلاف الأطنان في تدمير كل ما يمت بصلة إلى الحياة في محيط الضحية، من أجل إزهاق نفس واحدة، أو هي ومَن معها.

وعندها تكون التكلفة الباهظة هي عين البوار والخسران، حيث يُخَلَّد ذكر الشهيد، ويبقى في أذهان محبيه، يوقد جذوة المقاومة في أعلى وتيرة، ويستمر في التاريخ خالداً بجلال وقاره، وسمته وهيبته، ويلاحق الشهيد أعداءه في كوابيس نومهم، فلا تروق لهم راحة، ولا تسكين نفوسهم، بل هم والقلق في سباق محموم حتى الممات، ويذهب القاتل إلى مهاوى الردى.

قال المولى جلَّ في علاه: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَموَٰلَهُم لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ‌فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَة ثُمَّ يُغلَبُونَ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحشَرُونَ * لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجعَلَ ٱلخَبِيثَ بَعضَهُۥ عَلَىٰ بَعض فَيَركُمَهُۥ جَمِيعا فَيَجعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلخَٰسِرُونَ} [الأنفال: 36-37].

وهنا تتجلى حقيقة انتصار الدم على السيف، وانتصار الروح على المادة، وانتصار جذورة النور الإيمانية على كل الوسائل والآلات والمدمرات والطائرات وألسنة اللهب وأعمدة الدخان، فالدخان قاتم اللون، متصاعد هامد بعد زمن قصير، بينما يبقى مسار النور والإيمان ينتشر في الآفاق في كل اتجاه، فيصل إلى القلوب، ويتسلل إلى أعماق الأفئدة، ويعانق الأرواح حيث لا زمن ولا مكان.

عواقب الظلم والإفساد

أما عاقبة الظلم فهي وخيمة سيئة، والظلم في أصله منبع كل رذيلة، ومصدر كل شر.

ومتى ما انتشر الظلم وشاع في أمة أو في شعب فقد أهلكَها، وإذا حلّ بقرية أو مدينة فإنه يدمّرها.

ومن الظلم الذي يقع في الأرض ما تنقله وسائل الإعلام من الصور المشينة؛ من تصرفات العدو الغاشم، والكيان المتجبر، والصهاينة المجرمين، من إبادة الجماعية، وتفجير وسائل التواصل والاتصال بين الناس، مما يؤدي إلى الفساد في الأرض.

يقول الله تعالى: {وَلَا ‌تَحسَبَنَّ ‌ٱللَّهَ ‌غَٰفِلًا ‌عَمَّا ‌يَعمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَوم تَشخَصُ فِيهِ ٱلأَبصَٰرُ} [إبراهيم: 42].

إن الله قد توعد الظالمين بعذاب أليم في الدارين، وهذا هو عزاء المظلومين، فعزاء كل مَن ظُلِم مكنون في وعيد الله عز وجل بالظلمة.

وفي الدنيا لم تر البشرية ظالماً أفلح في دنياه، أو حقق نجاحات حضارية، لأن مَن يسلك طريق الظلم؛ فإن نهايته مغلقة، (الطريق مسدود)، قال تعالى: {إِنَّهُۥ ‌لَا ‌يُفلِحُ ‌ٱلظَّٰلِمُونَ} [الأنعام: 21، و 135، ويوسف: 23، والقصص: 37].

فالشهادة وسام على صدر المقاومين، وتاج نور وفَخَار على جباه الشهداء.

واللعنة تلاحق القتلة والمجرمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى