جبروتهم يزيد إرادتنا
ينسى القادة العسكريون والسياسيون والأمنيون الصهاينة مسألة هامة جدًا ألا وهي ” أنهم يقاتلون أهل أرض متمسكون بعقيدتهم وأرضهم وتاريخهم ومقدساتهم حتى النفس الأخير”.
ويرتكب هذا الأحمق “بن غفير” من خلال تصريحاته المتطرفة والتي يظن أنه من خلالها يزيد جمهوره من المتطرفين، ليحجز مكانًا في التشكيلات الوزارية القوية والتي يضمن من خلالها البقاء في السلطة زمنًا أطول.
يخطأ الجميع في تقديراتهم المفعمة بالكبرياء والغطرسة بأنهم سيكسرون إرادة المقاومة وشوكة الجهاد والمجاهدين، وأكبر شاهد على هذا الذي نقول، أنه يكفيهم رصد العام الجاري 2022 والذي تفنن العدو الصهيوني بكل تشكيلاته النظامية والغير نظامية باستهداف الفلسطيني بأبشع الجرائم وأشدها وحشية، فماذا كانت النتيجة ؟
هل استطاعوا أن يكسروا إرادة الفلسطيني ذكرًا كان أم أنثى ؟ طفلًا كان أم كهلًا ؟
وهل استطاعوا أن يجلبوا المزيد من الأمن لقطعان مستوطنيهم، أم جلبوا لهم المزيد من الخوف وعدم الأمن والاستقرار ؟ وهل نجحت نظريتهم الأمنية باستهداف المجاهدين رغم كل حالات الطوارئ القصوى التي استخدموا خلالها كل تكنلوجيا المراقبة والمتابعة ؟ أم فشلت فشلًا ذريعًا ؟
قال قادة الكيان الصهيوني بلسانهم: إنّ فصائل المقاومة الفلسطينية تزداد قوة، وأن التنافس على المقاومة بات العنوان الأكبر اليوم، وأن هناك تشكيلات مقاومة جديدة تظهر على الساحة، وتملك إرادة للمقاومة غير مسبوقة، ويصفون العام الجاري 2022 بأنه عام المواجهات الأكثر عنفًا والأقل قدرة على ضبطه، كونه يأتي من شخصيات غير ملتحقة بأي تنظيم، وبالتالي فإن القدرة على المتابعة الأمنية لهم هي صفر، وهم من أوقع أكبر الأهداف الموجعة ضد الصهاينة سواءًا العسكريون منهم أو قطعان المستوطنيين.
ومن جهة أخرى ينتقد الكثير من الأجهزة الأمنية الصهيونية، وكذلك قادة أركان جيشهم عملية “كاسر الأمواج” التي لم تؤد الغرض منها رغم أنه مضى على إطلاقها قرابة العام، ويقولون: إنه قد تضاعفت عمليات المقاومة بدلًا من أن تضعف، وهذا يحمل في طياته فشل الرصد الأمني والعسكري، وخاصة عند رصد أعداد الصهاينة الذين قُتلوا خلال عمليات المجاهدين منذ العام 2005 وحتى العام 2022.
من هنا يمكننا معرفة وفهم تلك المقولة الداعية إلى وقف العنف تجاه الفلسطيني، كونها تزيد من من حالة المقاومة والغضب والثورة التي ستقود الأمور إلى حرب يعلم الصهيوني أنه الخاسر الأكبر، هذه المقولة لا تحمل في طياتها الرحمة بالفلسطينيين أبدًا، ولكنها تحمل كل معاني الخوف على حياة الصهاينة بسبب فعل المقاومة والجهاد وإصرار الفلسطيني على المضي بهذا القرار حتى النصر والتحرير والحرية لكل فلسطين.
هذه هي الصورة في فلسطين عمومًا، والضفة والقدس وغزة على وجه الخصوص، وهي التي تثبت أن خيار المقاومة والجهاد هو الخيار الصحيح والصواب والضابط لبوصلة الكرامة والحرية والتحرير رغم صعوبته، لأن ثمن الحرية هو الأقل كلفة من ثمن الذل والهوان والسلام الموهوم.
الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو
منسّق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين