بيانٌ من الملتقى العلمائي حول خطة السّلام المزعوم الأمريكية ودعوةٌ للمزيد من المساندة للشعب والمقاومة الفلسطينية

على أبواب عام ثالث من حرب الإبادة الوحشية على غزة، قامت الولايات المتحدة، الراعي الرسمي للجيش الإرهابي الصهيوني، بتقديم مشروعٍ مشبوه تحت عنوان “خطّة السلام”، مع التهديدَ بإطلاقِ اليد الصهيونية لاستباحة غزة، في حالةِ رَفْض المقاومة للخطة.
ورغم إدراك العقلاء أنَّ هذا المخطط ليس إلا محاولةً لإخراج الكيان الغاصب من مأزقه الضيّق الذي وقع فيه نتيجةً للحراك العالمي غير المسبوق ضدَّ حرب الإبادة، وسعياً وراء نصرٍ رمزي على المقاومة، ودعماً لمساعي الرئيس الأمريكي اللاهثِ وراء جائزة نوبل للسّلام.
فإنَّ فصائل المقاومة الفلسطينية قد تعاملت بعقلانية ومسؤولية مع الخطة التي عُرضَت عليها، وقامت بالتشاور فيما بينها بتقديم جوابٍ منطقي، استجابت فيه لبعض المقترحات، كما دعَتْ إلى حوار فلسطيني لاتخاذ قرارات وطنية بشأن البنود الأخرى في الخطة.
وبناء على هذا الموقف الحكيم الذي اتخذته المقاومة، فإنَّ الملتقى العلمائي:
- يدعو أحرار العالم والعرب والمسلمين إلى تصعيد الحراك التضامني مساندةً للمقاومة في موقفها التفاوضي، ودعماً للصمود الفلسطيني في مواجهة الإرهاب الصهيوني، ورفضاً لمخططات التهجير، ومن أجل كسر الحصار عن غزة ومقاضاة مجرمي الحرب.
- يؤكّد على مضمون عشَرات الفتاوى الشرعية، التي صدرتْ عن المراجع والفقهاء والمؤسسات الدينية، والقاضيةِ بمنع التفريط بأيّ جزء من فلسطين، ووجوب السعي لتحريرها، وتحريمِ التعاون مع الكيان الغاصب، والتحذيرِ من أخطار التطبيع.
- يؤكد على أهمية الحذر وعدم التعويلَ على الغرب والولايات المتحدة خصوصاً لوَقف الحرب أو تحقيق السلام والعدل، وعدم الركون إلى الوعود ممّن يغدر وينكُث.
- يعلن أنَّ المواجهة لا تزال مستمرة مع العدو الغاصب، وأنَّ القضيةَ لا تقتصر على تحرير فلسطين، وإنَّما أضحتْ معركةً على وجود الأمة وهويتها، ولابدَّ فيها مِنْ نَبْذِ الطائفية والمصالح الضَّيّقة والتبَعيَّات العمَياء، والتمييزِ بوضوحٍ ما بين العدوّ والصديق.
- يقول للجميع: إنَّ الأمةَ التي تترك خيرةَ أبنائها المقاومين وحدهم في مواجهةِ هذا الكيان الشيطاني، بل وتُعينُ عدوَّهم عليهم، وتُحاصر مقاوميها في لبنان واليمن والعراق وغيرها، وتدعوهم إلى تسليم السَّلاح، أمَّةٌ تخلّتْ عن كرامتها، وهانَ عليها شَرَفُها، وباعت دينَها ودنياها بأبخس الأثمان، ولابدّ من تدارك ذلك قبل فوات الأوان.
أيها الأحرار والشرفاء من العرب والمسلمين:
ألا ترَونَ أرضَكم المستباحَة، وإخوانكم الذين تَنْهَشُ الحيواناتُ الشاردة أجسادَهم، ونساءَكم الأسيرات في ظلمات السجون، وأطفالَكم الذين يَفقدون حياتَهم منَ الجوع ؟!
ألا تتابعون مشاهدَ الملايين منَ الأحرار الذين ملأوا ساحاتِ العالم انتصاراً لإخوانكم المظلومين، وقادوا عشرات السفن لكسر الحصار وهم يَتَحدَّوْن الأخطار ؟!
ألا تأخذكم النخوةُ والغَيرة على أنفسكم وبلدانكم التي يُعلنُ مجرمُ الحرب الصهيوني أنّها امتدادٌ لدولته الكبرى التي يسعَى إليه بتكليفٍ إلهيّ حسَب مزاعمه وخرافاته ؟!
هيّا إلى العمل، فهذا أوان الجِدّ والحَزم، وعليكم بالاعتصام بنَهْج المقاومة، ودَعْم المقاومين في كلِّ الساحات، فهم الحِصْنُ الأمين لهذه الأمَّة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ. أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ، فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا، وَاللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ سورة التوبة.
الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين