كلمة المدير التنفيذي لرابطة برلمانيون من أجل القدس الدكتور البشير جار الله خلال مؤتمر نداء الأقصى الدولي
الصلاة على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
المشائخ الكرام أصحاب السعادة الأفاضل أيها الحضور الأكارم مع حفظ الأسماء والألقاب والمقامات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتحية طيبة مباركة ملؤها الود والإخاء والأمل بغد مشرق لكل حر يؤمن بالكرامة الإنسانية، ويسعى لتكون نبض الحياة في كل أرجاء المعمورة.
أيها الأفاضل الكرام:
لا شك في أن ذكرى استشهاد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، الحسين رضي الله عنه وأرضاه تنكأ في النفس ألما لهول ما أصابه، وتشعل في القلب حسرة على مصاب جلل وحدث أليم، لكنها رغم ذلك الجرح العميق فإنها تبعث في أعماق المؤمنين برسالة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم قيم الصدع بالحق، وبذل الغالي والنفيس في سبيل سيادته، وعدم الخضوع للأهواء والرغبات الذاتية مهما كان مصدرها، لأن الحق والحق وحده هو الغاية التي خلق الله الإنس والجن لأجلها.
ولا يفوتنا ونحن نعيش هذه الذكرى في أجواء مؤتمر نداء الأقصى الدولي أن نحذر من المخاطر التي يهدف من خلالها أعداء الإنسانية إلى زرع الفتنة وتمزيق أواصر الإخاء بين أحرار العالم جميعا وليس بين أصحاب الدين الواحد فحسب، إدراكا منهم بأن الفطرة السليمة والطباع النظيفة لا تنصرف إلا إلى الإخاء والتآلف والتعاون والإحسان وذلك ما يفسد مخططاتهم ويعصف بآمالهم.
ولا شك في أن قضية فلسطين والمسجد الأقصى التي جاء هذا المؤتمر إلى وضعها في مركز تفكير الأمة تشكل مرتكزا جامعا يوحد جهود البشرية جمعاء في مواجهة آلة الطغيان التي لا ترتوي إلا من إزهاق الأرواح، وتعكير جمال الكون بوهج الخراب والدمار وإن أسرفت في الادعاء بمدلولات الحرية والعدالة والديمقراطية.
وفي الختام:
أتقدم بجزيل الشكر إلى دولة العراق لاستضافتها الكريمة هذا المؤتمر المبارك وأخص بالذكر العتبة الحسينية المقدسة التي رعته بكرم واسع وإحسان بالغ لا يستغرب من معينها الأصيل.
والشكر موصول إلى كل المؤسسات التي شاركت في تنظيم هذه الفعالية الكريمة، سائلًا الله العلي القدير أن يجعل هذا البذل في ميزان الحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.