حقوق الإنسان

حقوق الإنسان.. القانون الدولي الإنساني.. حقوق الطفل
هل سيبقى القانون أعور ينظر بعين واحدة؟ وهل سيبقى العالم يكيل بمكيالين؟ وهل هناك إنسان دون إنسان، وطفولة دون طفولة، وحقوق يستحقها لون دون لون، وعرق دون عرق؟!
أسئلة كثيرة يطرحها كثيرون من المجتمعات المظلومة، حتى بات أكثرهم يشكّ في إنصاف هذه القوانين، بل في وجودها العملي، لا النظري والورقي.
يحق لهم ذلك الظن، وربما اليقين، بأن هذه المؤسسات يكمن وراء أدوارها العملية شيء غير واضح، وغير منصف، وغير موضوعي، لأنهم يرون منها قوة ودعمًا وإصرارًا في قضايا، وكلامًا منمقًا وجميلًا دون قوة تُفرض على الجُناة عندما يتعلق الأمر بصنف آخر لا يحمل ذات العرق المتفوق.
تعالوا لنضع الأمر على طاولة النقاش الموضوعي الشفاف. هناك تحليل تفصيلي قامت به مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يسلط الضوء على الواقع المروّع الذي تعيشه غزة بكل مكوناتها البشرية والخدمية. وجاء في التقرير: “إنه إذا تم ارتكاب هذه الانتهاكات كجزء من هجوم واسع أو منهجي ضد المدنيين، في إطار تنفيذ سياسة دولة أو منطقة، فقد تُشكل جرائم ضد الإنسانية، وقد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية”.
إن المدقق في لغة التقرير يرصُد كيف تمت صياغته بدقة متناهية. فرغم أنه في ظاهره جميل ورائع، إلا أنه يبدأ بعبارة: “إنه إذا تم…”. هل ما يحصل في غزة وما حصل مجرد سيناريو لعمل درامي يعزم أصحابه تصويره في المستقبل، أم هو واقع متجسد ومتكرر يوميًا؟ وهل هذا الكم الهائل من الإبادة والدمار والتجويع والموت مجرد صورة دعائية لذلك العمل الدرامي، بغية التشويق وانتظار العرض، لتحقيق أكبر نسبة مشاهدة في العالم، ليحصل من بعده كل من الممثلين والمخرجين وكُتاب ذلك السيناريو على جوائز في مهرجان كان للفنون؟!
إنها جريمة حرب وإبادة جماعية حقيقية، توفرت فيها كل شروط الجريمة، من التحضير إلى التنفيذ. والمطلوب اليوم بدء تحضير كل الملفات القانونية لإدانة هذا الكيان وقادته أمام العالم كله بجرائمهم ضد الإنسانية.
غزة وفلسطين اليوم هما ورقة الشرف، ووثيقة الطهارة لكل المؤسسات الحقوقية الدولية، ولموثقية القانون الدولي الإنساني، ولكل الشرفاء في العالم والمدافعين عن كرامة وحرية الإنسان. إنها تشبه سفينة نوح التي حملت كل الأطهار، لينشروا طهرهم وأخلاقهم في كل الأرض، وليكون مصير الخارجين على قوانين الإنسانية والعدالة والطهر والحب إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.
فهل ستتحرك كل هذه المنظمات والهيئات لنيل هذا الشرف العظيم؟ وهل سيتحرك شرفاء هذا العالم – وهم كُثر – ليسجلوا أنفسهم في تلك القائمة الشريفة ويحجزوا مكانهم على تلك السفينة؟ وهل سيستيقظ النائمون، ليدركوا أن نومهم سيحرمهم النجاة إذا قام الطوفان؟
منسّق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين