أخبار الملتقى

منسق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين: حُكم التطبيع مع الكيان الصهيوني

كثُرت تسميات بناء علاقات مع الكيان الصهيوني، سواءًا كانت هذه العلاقات سياسية أم أمنية أم اقتصادية أم رياضية أم غير كل هذه التسميات مما هو مُعلن أم غير معلن.

 وأطلق جمهور السياسين على هذا الفعل اسم  ” التطبيع ” دون أن يضعوا تعريفات أو حدود ضابطة لها الفعل من جهة ، أو بيان أحكام هذا العمل من الوجهة الشرعية التي نص عليها الفقهاء بعد النظر في أبعادها ومناطها وحكم الله فيها .

إن مايجري اليوم مع الكيان الصهيوني لايمكننا أن نطلق عليه اسم الصلح أو الهدنة أو العيش المشترك، أو حقوق المواطنة، لأن ذلك كله لاينطبق على الحالة في فلسطين المحتلة، فلا وجود لكل هذه التسميات في ظل الاحتلال وسرقة الأرض والثروة، قتل الشعب صاحب الأرض الحقيقي والتاريخي.

التطبيع: اليوم هو استسلام ومولاة للكافرين، واعتراف بوجود كيان غاصب لأرض ليس له حق فيها، وتنازل عن حق لايجوز التنازل عنه، واعتراف بقوانين وضعها من لايملك وأعطاها لمن لايستحق.

 فهو إقرار وموافقة على كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد أصحاب الأرض الأصليين، إنها تكرار وبأبشع صورة لما حدث مع الهنود الحمر في أمريكا عندما سحق المحتل الأرض والهوية والتاريخ، ولم يكتف بذلك فسحق معه الأرواح بمقابر جماعية، ليلغي مجتمعاً وأمة، ويستبدلهما بشتات ومجرمين وشذاذ آفاق، ثم يُطلق عليهم اسم أمة جديدة .

التطبيع يعني وجود سفارات وشركات وفنادق وزيارات وتبادل ثقافي وغير ذلك، مما لايخفى على متابع عن مهمة هذه الهيآت من مهام التجسس والإفساد، والتدخل في المناهح الدراسية لكافة المراحل، وضياع بوصلة الأمة ثقافياً ودينياً، وبذلك يتبين لنا أن التطبيع يعني الاستسلام للكافرين وظهور أمرهم وإضاعة ديننا وأرضنا وكل حقوقنا، وأي تصرف من بعد ذلك سيضعنا في خانة الإرهاب والخروج على القرارات الدولية، ليحاسبنا المحتل على جريمة المطالبة بالحرية والكرامة وتحرير الأرض واستعادة الحقوق.

من هنا نقول: إن هذا الصلح ” التطبيع ” مع الكيان الصهيوني حرامٌ وباطلٌ شرعاً ، ولا يجوز ولا يُسمح به في شريعتنا الغراء، وهو ردة عن الشرع لكل من يمارسه مُعتقداً جوازه ، لأنه يُعاكس كل مقاصد الشرع في الكتاب والسنة، ويُعاكس كل الآيات والأحاديث الآمرة بعدم جواز ولاية الكافرين على المؤمنين، ويُعاكس كل ماعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله وأصحابه من بعده  في الأمور ذات الصلة بمثل هذه الأحداث ، ولايمكننا أن نقيس الصلح الي قام به رسول الله عليه الصلاة والسلام مع الكفار بالتطبيع، وذلك كون الحالتين مختلفتين تماماً ، يُدرك ذلك كل من له نظرٌ فقهي وسياسي.

وقبل الختام أقول لك من يُراهن على عملية التطبيع بأنها هي مدخل الحل لكل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والإنمائية والاجتماعية وغيرها من المشاكل.

 هل تغير حال الدول التي طبعت مع الكيان أم ازدادت سوءًا ؟  

الجواب يعرفه كل صاحب نظر.

الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو
منسق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى