بيان رابطة علماء اليمن بشأن التطبيع الإماراتي البحريني
الحمد لله القائل: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
والقائل: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
والصلاة والسلام على خاتم الرسل وإمام الأنبياء محمد بن عبد الله القائل: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً، وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموه، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن».
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار ورضي الله عن صحبه الأخيار من المهاجرين والأنصار
وبعد
فقد تابعت رابطة علماء اليمن هرولة النظامين الإماراتي والبحريني ومسارعتهما المريبة نحو البيت الأبيض لتوقيع اتفاق سلام موهوم وسراب مزعوم مع أعداء الإنسانية والسلام اليهود الأشد عداوة للذين آمنوا والمعروفين بنقضهم للعهود والمواثيق عبر مراحل التاريخ والمعروفين بالسعي في الأرض فساداً.
وأمام هذه المسارعة المشينة والمحرمة والمنهي عنها بصريح القرآن الذي يحرم مثل هذه الاتفاقيات الجائرة مع الكيان الصهيوني الغاصب والتي صارت تحالفا مفضوحا ومكشوفا وانضماما خالصا إلى صف الصهاينة وخدمة لليهود على كل المستويات.
فإن الرابطة تجدد رفضها المطلق لهذا الاتفاق وتعتبره اتفاقاً محرماً شرعاً وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ولقضية الأمة الإسلامية الأولى وللمقدسات الإسلامية وتعتبر الرابطة أن من وقعه من الحكام العملاء والخونة لا يمثلون شعوبهم ولا يمثلون أرادة وتوجه الأمة الإسلامية التي تعيش مظلومية وقضية الشعب الفلسطيني ليلها ونهارها.
لقد بلغ الاستهتار بعقيدة ورموز الأمة في هذا الاتفاق أن سمي زورا وبهتانا باتفاق (إبراهيم ) في إساءة بالغة إلى مقام النبي العظيم إبراهيم وتوظيف رخيص لاسمه الشريف فإبراهيم الخليل رمز عظيم من رموز الحق والعدالة ولا يمكن بحال أن يكون عنواناً لمصادرة الحقوق واغتصاب الأرض وظلم الشعوب وكما لا يجوز أن يوظف اسم هذا النبي لدغدغة عواطف الشعوب وتمرير هذا الاتفاق الذي لا يمت بصلة إلى نبي من أنبياء الله أو رسول من رسله الذين أرسلهم الله لإقامة العدل وإحقاق الحق ونصرة المظلوم وردع الظالم قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.
إن الأنظمة العميلة التي اعترفت أو قد تعترف في قادم الأيام بسيادة الكيان الصهيوني الغاصب على القدس هي نفسها التي فرطت بالمقدسات الإسلامية وبالقدس وبالمسجد الأقصى والأرض المباركة.
إن اتفاقية الأنظمة الخائنة هذه وتحالف الشر الشيطاني الخبيث فعلٌ شنيعٌ و عملٌ مدانٌ وخيانةٌ تاريخيةٌ كبرى ستلاحقها أبد الدهر ،وقول تلك الأنظمة :أن مثل هذا الاتفاق سيسهل ذهاب المسلمين ليصلوا في المسجد الأقصى تحت سيادة الإسرائيلي سفاهةٌ وحمقٌ ودجلٌ وتضليلٌ.
إن مزعوم السلام الذي أبرموه ووقعوه لا يخدم إلا الكيان الصهيوني اللقيط الذي شرد شعباً وارتكب آلاف المجازر منذ أكثر من سبعين عاماً فهو سلام مع عدو صائل، صادر ولا زال يصادر حقوق شعب بأكمله.
وإن هذا التوجه التطبيعي والاتفاق الخياني والتحالف المشبوه يستهدف الأمة من الداخل ويجعلها عرضة للاختراق الصهيوني في دينها ودنياها وأخلاقها وقيمها ومبادئها. وهذا ما يوجب على شعوب الأمة الإسلامية التحرك الجهادي والثورة في وجه هذه الأنظمة العميلة التي تسعى سعيها الماكر والفاجر إلى أن تروض الشعوب وتقودها إلى الخزي والعار في الدنيا والآخرة
إن تلك الأنظمة بما أقدمت عليه لتبرهن على أنها قد نست الله تعالى ونبذت كتاب الله وراء ظهرها وهدمت ثوابت الشريعة وأساءت إلى مقدساتها ويممت وجهها وجعلت مسارها نحو البيت الأبيض لتتفق وتتحالف مع أئمة الكفر ومع أعداء الأمة.
فهذه الأنظمة ليست أصلا في حرب مع إسرائيل وقد كانت وما زالت في حرب مع شعوبها وفي انتهاك سافر لحرمات وحقوق ودماء مواطنيها وفي تحالف وتنفيذ لأجندة الصهاينة الأمريكان وتشارك في حروبهم على الشعب اليمني والسوري واللبناني والعراقي والليبي والإيراني والأفغاني والصومالي وسلامها مع اليهود هو تتويج لحربها مع هذه الشعوب ومؤامراتها على الأمة العربية والإسلامية.
إن رابطة علماء اليمن تدعو علماء الأمة ومفتيها والمؤسسات العلماءية ودور الإفتاء إلى القيام بواجبها في بيان رأي الشرع في الاتفاقات والتحالفات والعلاقات مع الأشد عداوة للذين آمنوا ، وتدعوا الشعوب الإسلامية إلى اليقظة والصحوة والوعي والبصيرة والنهوض بواجب الجهاد المقدس والثورة على الظلم والطغيان الذي تمارسه الأنظمة العميلة والعمل على تغيير هذه الأنظمة وإسقاطها.
كما تجدد تأكيد علماء اليمن على وقوفهم ووقوف شعب الإيمان والحكمة وقيادته الرشيدة مع الشعب الفلسطيني ومع قضية الأمة الإسلامية الأولى في استعادة مقدساتها وتطهيرها من دنس اليهود وأتباع اليهود وعملاء الصهاينة والأمريكان.
نسأل الله سبحانه وتعالى النصر والتمكين لعباده المؤمنين والهزيمة والخذلان لأعداء الدين والطغاة والمستكبرين إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.