مشيخة جامع “الزيتونة المعمور”: التطبيع العلني مع الاحتلال الصهيوني محاولة لتصفية القضية الفلسطينية
اعتبرت مشيخة جامع “الزيتونة المعمور” في تونس، أن تهافت بعض الحكام العرب على التطبيع العلني مع الاحتلال الصهيوني محاولة لتصفية القضية الفلسطينية في إطار ما تسمى “صفقة القرن”المزعومة، مشددة أن “التفريط بأي شبرٍ من فلسطين تفريط بالمسجد الأقصى”.
جاء ذلك في بيان لمشيخة جامع “الزيتونة المعمور”، اطلع عليه الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين، لبيان الحكم الشرعي بالتطبيع، وتبيان “دورها التاريخي في التصدي لمشاريع التغريب والاستعمار”.
وقال البيان: “إن السلام الذي عقدوه ويهرعون لاستكماله سلام حكام وليس سلام شعوب، وأن التطبيع تطبيع حكومات وليس تطبيع شعوب، ومهما حاول الخونة أن يصوروا غير ذلك فلن يستطيعوا، إلا أن يزيلوا آيات القرآن الكريم وأحادث الرسول صلى الله عليه وسلم”.
ورأت مشيخة جامع “الزيتونة”، أن تطبيع دول عربية مع الاحتلال الصهيوني”يقتضي (على الدولة المُطبعة) الاعتراف بشرعية وجود هذا الكيان وهذا مخالف للحكم الشرعي الذي ينص تحريم إقرار الصهاينة على أي شبر من أرض المسلمين والتنازل عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وتحريم مولاة أشد الناس عداوة لله وللمؤمنين فضلاً عن إظهار العداوة لهم وهذه من الجرائم الكبرى في الإسلام وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين”.
واعتبر أن التفريط بأي شبر من أرض فلسطين تفريط بالمسجد الأقصى وذلك لوصف القرآن الكريم كل الأراضي حول المسجد الأقصى بأنها مباركة.
وقالت المشيخة: “فلا فرق بين القدس الشرقية والقدس الغربية، ولا بين أراضي 48 أو أراضي 67”.
وأضافت: “أرض فلسطين هي جزء من بلاد الشام وهي أرض إسلامية ملك لجميع المسلمين منذ أن فتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وستبقى كذلك إلى قيام الساعة ، ولا يملك احد أن ينصب نفسه وصياً على أرض فسطين أو يفاوض باسم المسلمين على التفريط في ذرة من ترابها لا أهل فلسطين ولا منظمة التحرير ولا حكام العرب”.
واعتبرت أن “إشغال الرأي العام في قضايا فرعية مثل المستوطنات والحدود ونقل السفارة الأمريكية وحل الدولتين وأخيرا قضي التطبيع هو في حقيقته صرف لأذهان الناس عن القضية الأصلية وهو وجود هذا الكيان السرطاني والمسمى بـ (دولة إسرائيل) في جسم الأمة الإسلامية”.
وقال البيان: “إن اهتمام المسلمين في العالم بالمسجد الأقصى وأرض فلسطين هو أمر تقضيه العقيدة الإسلامية، ومن التضليل ربط هذا الاهتمام بما يروج من أفكار كالتضامن مع الشعوب المستضعفة أو نصرة القضايا الإنسانية والعدالة أو باعتبار الحق التاريخي وإنما هذا الاهتمام دافعه الوحيد هو التزام بالحكم الشرعي”.
وأكد أن أعداء الأمة لم يتمكنوا من احتلال ارض فلسطين إلا بعد هدم الخلافة الإسلامية وتمزيق بلاد المسلمين بمعاهدة ساسكس بيكو وتجزيئها إلى أقطار متباعدة ودول ضعيفة متعددة معتبرة ان الخلاص من الاحتلال يكون بوحدة الأمة وجمع الجيوش لتحرير فلسطين واعتبار الجهاد فرض عين على المسلمين.
ودعت مشيخة جامع “الزيتونة”، العلماء والإعلاميين والخطباء والسياسيين أن يكونوا على وعي كبير في قضية التطبيع مع الاحتلال وأن يتخذوا المواقف المبدئية التي تمليها عليهم عقيدتهم الإسلامية وأن يعملوا على نشر الثوابت بين المسلمين.