مع اقتراب شهر رمضان المبارك.. الاحتلال يصعّد جرائمه
يستعد المسلمون حول العالم لاستقبال شهر رمضان بعد قرابة أسبوعين، لكن الاستعدادات للشهر الكريم في القدس تأتي محفوفة بالتأهب لما يعدّ له الاحتلال ومنظمات المعبد من عدوان على الأقصى، في وقت تتصاعد اعتداءات المستوطنين في إطار مساعٍ حثيثة لفرض الطقوس التوراتية في المسجد، لا سيّما في الأعياد العبرية.
تصعيد الاعتداء على الأقصى
تتصاعد اعتداءات الاحتلال ومنظمات المعبد على الأقصى، في ظلّ محاولات لفرض الطقوس التوراتية في المسجد، ويعمل المستوطنون على نشر صور ومقاطع مصوّرة توثق صلاتهم في المسجد.
وقد نشرت منظمة “جبل المعبد بأيدينا” المتطرفة مقطع فيديو لمجموعة من المتطرفين الصهاينة يتلون “صلوات التقديس” التوراتية بشكلٍ جماعي وبصوتٍ مرتفع متوجهين إلى قبة الصخرة عند درجات البائكة الغربية في الأقصى، وذلك تحت أنظار شرطة الاحتلال وبحمايتها.
وتأتي هذه الصلاة في إطار استعداد جماعات المعبد المتطرفة لفرض كامل الطقوس في المسجد الأقصى، والتعامل معه وكأنه قد بات المعبد المزعوم في مواسم الأعياد العبرية لهذا العام، من عيد البوريم (المساخر) يومي 16 و17/3، وصولاً إلى “عيد الفصح العبري” ما بين 15 وحتى 21 رمضان، وهو العيد الذي تتطلع جماعات المعبد إليه لذبح قربان حيواني في الأقصى.
وقد أعدت منظمة “جبل المعبد في أيدينا” الفيديو بكتابة الصلاة أسفله، لتؤكد لجمهور المتطرفين أنّ الصلوات التّلمودية باتت ممكنة وقائمة بالفعل في الأقصى، تشجيعًا لهم على أداء الطقوس فيه.
واقتحم الأقصى في “عيد البوريم /المساخر” مستوطنون باللباس الكهنوتي، علاوة على اقتحام عدد منهم المسجد وهو حفاة.
ووفق الباحث المتخصص في شؤون القدس زياد ابحيص، فإنّ ذلك يعبّر عن تعامل المقتحمين مع الأقصى على أنّه معبدهم المزعوم، وبيّن أنّ “الحاخامات اليهود يتحدثون في المسجد بكلماتٍ تحريضية في أثناء اقتحام الساحة الشرقية للأقصى، ويتعمدون التجمع عند مصلى باب الرحمة لتجديد تطلعهم للسيطرة عليه، واقتطاعه من المسجد”.
وأوضح ابحيص أنه “منذ بدء محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، تكرست أربعة مواسم سنوية، تشكل ذروات متكررة لاقتحامه في كل عام، وهي قائمة على استثمار أعياد دينية واستعمارية صهيونية ربطت بالأقصى ليصبح مركزًا للاحتفال بها”.
وذكر أن “تلك الجماعات صعّدت من ذروة اقتحاماتها في فترة حكم رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو، وحصلت على 11 حقيبة وزارية وتوجد في الكابينيت (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر) في الحكومة الحالية بنحو نصف الوزراء الحاضرين فيه؛ ما منحهم ضوءًا سياسيًا أخضر لمزيد من الاقتحامات”.
المستشارة القانونيّة لحكومة الاحتلال تمنع تقييد اقتحامات أعضاء “الكنيست” للأقصى
وبحسب موقع واي نت العبري، فإن المستشار القانونية لحكومة الاحتلال غالي باهاراف ميارا، اعترضت على قرار وزير الأمن الداخلي بحكومة الاحتلال عومير بارليف، الذي أوعز إلى مفوض عام شرطة الاحتلال كوبي شبتاي، بتقييد اقتحام أعضاء “الكنيست” للمسجد الأقصى، خاصة في حال كانوا بخطر، وأبلغت بارليف في رسالة شديدة اللهجة أنه ليس مخولًا بذلك.
وأشارت المستشارة المعينة حديثًا إلى أن أعضاء “الكنيست” يملكون الحصانة الكاملة التي تتيح لهم حرية التنقل شبه الكاملة، وأن هذا القرار فقط يتم من قبل رئيس الحكومة ووفق ضرورات الأمن القومي.
ويبدو أن خطوة بارليف تأتي في محاولة لمنع تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية والقدس في ظل التحذيرات من إمكانية اشتعالها مجددًا في ظلّ التوتر الأخير.
رئيس “الشاباك” يخشى من تصعيد أمني محتمل
كشف موقع واي نت العبري، في 3/13، أن رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، عاد من زيارة غير معلنة استمرت عدة أيام إلى واشنطن، في زيارة هي الأولى لرئيس الشاباك إلى واشنطن منذ توليه منصبه قبل 5 أشهر.
وبحسب الموقع، فإن بار التقى مع نظيره الأميركي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع، وتباحثا في قضايا عدة، من بينها الأوضاع المتعلقة بالشأن الفلسطيني، وقد حذّر من تصعيد أمني محتمل خلال شهر رمضان المقبل بداية الشهر القادم.
وكان جيش الاحتلال وكذلك جهاز “الشاباك”، حذرا في الأسابيع الاخيرة من مثل هذا التصعيد الذي قد يحدث على خلفية الأعياد اليهودية، واقتراب شهر رمضان.
واشنطن متخوّفة وتسعى إلى المحافظة على الهدوء في القدس
نقل موقع إكسيوس الأمريكي عن السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال توم نيدز قوله إن إدارة بايدن تعمل على الحفاظ على الهدوء في القدس قبل حدوث موقف غير عادي يحدث مرة كل 10 سنوات، وهو تقاطع المناسبات الهجرية والعبرية، لا سيما تقاطع الفصح العبري مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان.
وقال نيدز في ندوة عبر الإنترنت نظمتها منظمة “أمريكيون من أجل السلام الآن”، إنّه أرسل برقية إلى وزارة الخارجية قبل خمسة أسابيع لتنبيههم بهذا الأسبوع الحساس في منتصف الأسبوع من نيسان/أبريل.
وقال نيدز، بحسب الموقع، “إن الجميع في واشنطن يركزون الآن على ما يمكن أن يكون مشكلة خطيرة حقًا، وأضاف: “كلما تحدثت أكثر عن ذلك، زادت فرص تهدئة الإسرائيليين والمصريين والأردنيين، للتأكد من عدم تفجير هذا الأسبوع المقدس”.
المصدر: موقع مدينة القدس