رائد النهضة الإسلامية في الهند محمد إقبال: ارجعوا إلى أوطانكم وانشروا روح الأخوة
قال الفيلسوف ورائد النهضة الإسلامية في الهند، محمد إقبال متحدثًا في المؤتمر الإسلامي الأول في القدس، والذي عقد في العام 1931: “أنا لا أخاف من أعداء الإسلام، لكنّي أخاف من المسلمين أنفسهم. أتذكر حديثًا جميلًا جدًا لرسولنا الأكرم محمد، يقول فيه: (أنا خير الأنبياء وأنتم خير أمة)، لذلك، كلما فكّرت في ذلك، فإنّ رقبتي تتدلى من الخجل والندم. هل نحن اليوم مؤهلون لأن يفخر بنا رسول الله ؟ عندما نحيي في قلوبنا النور الذي زرعه فينا رسول الله، فعندئذ نكون قادرين على أن نجعل النبي الأكرم يفتخر بنا.
ولفت إقبال إلى أنّ “مسؤولية المؤتمر كبيرة جدًا. وأمامه عملٌ مهم، لكن إذا عملنا بروح الإسلام والأخوة الحقيقية فإننا سنحقق أهدافنا”.
وتابع: “ارجعوا إلى أوطانكم، وانشروا روح الأخوة في كل مكان واهتموا بشبابكم، فمستقبلنا يعتمد على جهودهم. أشكر الله أنني رأيت في الشباب العربي الروح التي لم أرها في أي مكان، فالشباب العربي مليء بالروح النبيلة”.
وأردف قائلًا: “أعتقد أنّ مستقبل الإسلام مرتبطٌ بمستقبل العرب. ومستقبل العرب يعتمد على الوحدة العربية، عندما يتّحد العرب سينجح الإسلام. والواجب علينا جميعًا أن نبذل كل قوّتنا في هذا الباب”.
وانعقد المؤتمر الاسلامي العام الأول في القدس ما بين 7 و 17 كانون الأول في العام 1931 بمشاركة نحو 150 شخصية، جميعهم من أصحاب الدعوة لحماية المقدسات الإسلامية من الأطماع الصهيونية.
وافتتحت أعمال المؤتمر الإسلامي العام في المسجد الأقصى، وكان من أهدافه إثارة اهتمام الرأي العام الإسلامي العالمي بقضية فلسطين وتأليف جبهة إسلامية قوية في مواجهة الصهيونية العالمية وانحياز العالم الغربي ـ وعلى رأسه بريطانيا آنذاك ـ للفكرة الصهيونية.
واتخذ المؤتمر قرارات متعددة بشأن الأماكن المقدسة وفلسطين والانتداب والمشروع الصهيوني.