مقالات

كيانٌ متعطشٌ للدماء

يُصر ويؤكد الاحتلال الصهيوني كل يوم على إظهار حقيقته الوحشية التي لا حد لها، والتي تظهر من خلال آلية القتل والتنكيل التي يعتمدها في مواجهة خصومه في كل مكان، وخاصة على الأراضي المحتلة، التي يزعم أن الرب وعده بها.

وجريمته الحديثة وليست الأخيرة هي تلك التي طالت مشفى المعمداني، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من /500/ شهيد و/300/ جريح بالحد الأدنى جلهم من الأطفال والنساء والمرضى، إنها إن كانت لها دلالة واضحة وغير قابلة لأي لبس، فإنها تدل على حجم وحشيته وهمجيته من جهة، وعلى حجم هزيمته التي مُني بها في معركة طوفان الأقصى التي أسقطت عقيدته القتالية وتفوقه العسكري وأسطورة جيشه الذي لايُقهر، التي طالما تباهى بها أمام جمهوره ومستوطنيه، وأمام خصومه والعالم من حوله.

ويؤكد هذا الكيان المحتل أنه لايحترم القيم الإنسانية ولا القوانين الدولية والإنسانية، ولا يُعير الأعراف الدولية والشرائع التي نصت على تجريم من يستهدف المشافي والفرق الطبية والمسعفين، أي اعتبار أو احترام، فضلًا عن الالتزام والتطبيق لها، ويزداد استكباره وعدم احترامه لكل ما سبق ، عندما يفرّ من العقوبة التي تلاحقه، بدعم من دول تدعي الديمقراطية والحرية والمساواة.

ربما ظن هذا الاحتلال بأنه يُثني عزيمة المقاومة عندما يقوم بمثل هذه الأعمال الوحشية والدنيئة، ناسيًا أنّ عمله هذا يزيد المقاوم والمجاهد إصرارًا على المقاومة والجهاد وكنس الاحتلال واقتلاعه من جذوره، وكشف سوءته أمام العالم كله، ربما على هذا الكيان أن يُراجع أدبيات هذه الأمة وثقافتها ومكان استمداد روحيتها وعزيمتها، وإن كان يظن هذا الاحتلال بأنه يُطيل بهذا الفعل عمره، فإنا نقول له: لقد أضعت بوصلتك، وهذا الضياع سوف يأخذك إلى نهايتك في تيه جديد لن تعرف رجعة من بعده ، فطوفان الأقصى سيقضي على مشروعك كله، وعلى وجودك كله ولن تجد أرضاً ترسوا عليها سفينتك أبدًا.

هذا الاحتلال الفاجر الذي كذب على الله وعلى رسله، وحرّف كلام الله عبر التاريخ، لازال على سلوكه لم يتغيّر، نراه اليوم يمارس السلوك نفسه عندما يحاول تزوير الحقائق، يدعي أنّ الذي دمّر المشفى هم المجاهدون بأنفسهم، ليضلل البشر والإعلام والرأي العام عن الحقيقة التي لاتلتبس على أحد، ويكفيه دلالة على كذبه، تضارب روايته على أكثر من صعيد، والتي ظهرت لكل متابع واعي .

واجبنا اليوم يفرض علينا مهام كثيرة ومتنوعة بداية من القانون الدولي وملاحقة هذا الكيان أمام المحاكم الدولية وقادته كمجرمي حرب، ومثولهم أمام المحاكم الدولية، شأنهم شأن كل من اعتدى عل كرامة الإنسان وحريته وأرضه، وحرمه من حقوقه التي كفلتها له القوانين الدولية وحقوق الإنسان، ومن الواجبات على الأمة العربية والإسلامية الاحتجاج أمام السفارات التي تدعم بلدانها هذا الكيان المحتل الفاشي وعلى رأسها كل من سفارة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، تعبيرًا عن رفض ما تقوم به بلادهم من دعم المجرم وإدانة المدافع عن أرضه وحقه في الحياة الكريمة، والتظاهر في كل الساحات والمدن والقرى، مطالبين بطرد سفراء الكيان المجرم من بلادهم الحرة والأبية، أما أهلنا في فلسطين الحبية على امتداد هذه الأرض المباركة فنقول لهم: “لقد رفعتم قاماتنا بمقاومتكم الباسلة، وإننا لن نستطيع أن نوفيكم حقكم، ولكن نُحيلكم على الله لأنه هو فقط القادر على إنصافكم”، سندعو الله لينصركم ويثبت أقدامكم، ويعافي جرحاكم ويتقبل شهداءكم.

منسّق الملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين
الشيخ الدكتور عبد الله كتمتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى