أخبار فلسطين

علماء ومتخصصون يبحثون دَور الفتوى الشرعية في الدفاع عن القضية الفلسطينية

وسط حضور دولي واسع من كبار المفتين وعلماء الشريعة والمتخصصين في الشأن الديني من مختلف دول العالم، عقد في مصر وعلى مدار أيام عدّة جلسات علمية لدُور وهيئات الإفتاء تحت عنوان: “الفتوى والقضية الفلسطينية: بين البيان الشرعي والواجب الإنساني”.

وأكد عدد من علماء وباحثي الأزهر الشريف أن الفتوى الشرعية تمثل مرجعية دينية وإنسانية جامعة، تُوازن بين أحكام الشريعة والقيم الأخلاقية، وتؤكد شرعية مقاومة الاحتلال ووجوب مناصرة الشعب الفلسطيني بمختلف الوسائل، مع التشديد على أن التطبيع الذي يقرّ بالاحتلال ويمكّنه يُعدّ محرَّمًا شرعًا.

وشدّد الدكتور محمد أحمد محمد علي العزازي، أستاذ ورئيس قسم أصول الفقه بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، في ورقة بحثية بعنوان “الفتوى الشرعية والقضية الفلسطينية بين البيان الشرعي والواجب الإنساني”، على أن الفتوى قادرة على تشكيل وعي الأمة وترسيخ البعد الأخلاقي للقضية الفلسطينية، إلا أنها تواجه تحديات أبرزها التوظيف السياسي، والضغوط الإعلامية، وتباين الاجتهادات، ما يستدعي الحفاظ على استقلالية الإفتاء ورفع مستوى الوعي المجتمعي لحماية عدالة القضية وعمقها الإنساني.

القضية الفلسطينية لا تسقط بالتقادم

من جانبه، أكد الدكتور أحمد محمد إبراهيم الصاوي، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن القضية الفلسطينية لا تسقط بالتقادم، لما للقدس من مكانة دينية وحضارية ثابتة عبر التاريخ، معتبرًا أنها تمثل الاختبار الحقيقي للمجتمع الدولي وأصحاب الضمائر الحية.

وأوضح أن وقف العدوان وحماية المدنيين واجب ديني وإنساني وشرعي، وأن التخاذل عن ذلك ينذر بكارثة أخلاقية وإنسانية غير مسبوقة، وهو ما يتوافق أيضًا مع مبادئ القانون الدولي الإنساني.

وفي بحثه المعنون “جهود المؤسسات الدينية المصرية في خدمة القضية الفلسطينية: دار الإفتاء المصرية أنموذجًا”، أشار الصاوي إلى أن القضية الفلسطينية وطنية فلسطينية أولًا، وعربية وإسلامية ذات امتداد عالمي، مؤكدًا الدور التاريخي للدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينية والأقصى الشريف. ودعا إلى تعزيز دور المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في توعية الأجيال بالقضية، وتنسيق الجهود لعقد مؤتمرات دولية تضم المؤسسات الدينية والإنسانية نصرة لفلسطين.

بدورها، تناولت الدكتورة رنا إبراهيم مصطفى عبد الرحمن، في بحثها “توظيف الدين في الخطاب اليهودي المعاصر: حول أرض الميعاد”، الكيفية التي يُعاد فيها توظيف الخطاب الديني اليهودي سياسيًا لخدمة المشروع الصهيوني، مؤكدة أن فكرة “الوعد الإلهي” تُستخدم كشرعية زائفة تتجاوز القانون الدولي، وتسهم في تبرير الاستيطان والعدوان.

وشددت على ضرورة إبراز الموقف الإسلامي الرافض لهذه التأويلات، وفضح زيفها أمام العالم الذي يدّعي الدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى