المنتصرون الأبطال
الأستاذ الدكتور الشيخ علاء الدين زعتري
سلام على المنتصرين في معركة طوفان الأقصى ومعارك الإسناد في وحدة ساحات محور المقاومة؛ المعلنة والمستترة.
سلام إلى أهلنا الصامدين في فلسطين الأبية، والصابرين في غزة العزة والشموخ، والمناضلين الشرفاء في الضفة الغربية، والمرابطين في القدس الشريف وحماة المسجد الأقصى.
سلام على الجنوبين في لبنان؛ سكناً، ومَن قلوبهم تتوق إلى مقارعة الاستكبار، ودحر العدوان.
سلام على أبطال المقاومة، وشجعان رفض الظلم والعدوان في محور الخير الذي دعم وساند وآزر، ولم يبخل بفكر ولا بمدد ولا بعدد ولا بعدة.
سلام على الأحرار والشرفاء في العالم بأسره، وقد شاركوا المقاومة سعيها في وقف الاعتداء وإسكات آلة الحرب المدمرة للبشر والشجر والحجر.
سلام على الأسرى في سجون الاحتلال، وأنتم تقاومون مع المجاهدين في زنزاناتكم، بفكركم، وثباتكم، على الحق، ومؤازرة إخوانكم، ودعم أهلكم، تذيقون العدو مرارة إلى فشله في ميدان الوغى؛ بصبركم، ورباطة جأشكم، ومضاء عزيمتكم، وصلابة موقفكم.
سلام على الإعلاميين والصحفيين ومَن كان معهم فريقَ عملٍ لإيصال صوت الحق وصورة الحقيقة، كما التحية لصانعي المحتوى الشفاف والراقي في كشف زيف سردية العدو الغاشم، من خلال عملكم في وسائل التواصل الاجتماعي على تنوع منصاتها.
سلام على حقوقيين حقاً عرفوا قواعد المحاكم الدولية؛ فبذلوا جهودهم المخلصة، مع سياسيين آثروا مصلحة الإنسانية على مناصبهم ومكاسبهم، حتى حصلوا على قرار محكمة الجنايات الدولية بتجريم زعماء الإرهاب المنَّظم في الكيان الغاصب.
سلام على النازحين من مكان لآخر، والعدو لم يرحمكم في استقرار، ولم تهنئوا في مكان؛ إذ كنتم – بصمودكم – تخيفونه، ومن رهبة العدو وانكساره وخذلانه يصبُّ جام غضبه عليكم، فأثبتم النصر بالتمكين والثبات، وحيرتم العدو في طريقة عيشكم وأسلوب حياتكم.
سلام على الآباء والأمهات الذين تمثل كل واحد منهم في العالم دورَ الأبوة والأمومة في الشعور بالمسؤولية الممكنة؛ فراح يرفع أكف الضراعة مبتهلاً إلى المولى الجليل بأن ينصر المجاهدين، ويقبل أرواح الشهداء مع النبيين والمرسلين، وأن يداوي جراح المكلومين، وأن يحوط اليتامى بعين رعايته، وأن يبلسم أفئدة الأرامل والثكالى.
أنتم أيها المنتصرون بقوتكم الروحية والإيمانية والمعنوية، أينما كنتم؛ فلكم كل التحية والاحترام والتقدير والإجلال.
أيها المنتصرون جميعاً مِمَن قدَّمنا لكم التحية والسلام: أنتم أملنا في عالم خلا من الإنسانية إلا أنتم.
أيها المنتصرون جميعاً مِمَن قدَّمنا لكم التحية والسلام: أنتم سنا النور الإلهي في طريق حياة البشرية الذي تسوده الوحشية والظلام إلا أنتم.
أيها المنتصرون جميعاً مِمَن قدَّمنا لكم التحية والسلام: أنتم الأحرار حقيقة، عرفتم الحرية وتمثلتموها في واقع مُرٍّ أسير مستعبَد إلا أنتم.
أيها المنتصرون جميعاً مِمَن قدَّمنا لكم التحية والسلام: أنتم الأبطال الحقيقيون في عالم لم نعد نسمع فيه عن الشجعان إلا أنتم.
ها هي علامات نصركم قد ظهرت، وثمار جهودكم قد أينعت.
سدَّد الله رميكم، وهدى خطاكم، وداوى جرحاكم، وفكَّ قيد أسراكم، ورحمة الله على شهداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقضوا نحبهم.
وأختم بالسلام على مشاريع الشهادة من أصحاب الفكر والثقافة، ومن أصحاب القلوبة النقية، والأكف الندية، ومن القائمين ركعاً وسجداً مخلصين فيُستجاب دعاؤهم، فاللقاء دوماً في سبيل الله، في طريق تحرير الإنسان من الظلم والطغيان، وفي طريق تحرير الأرض من الاعتداء والعدوان، وفي طريق تطهير المقدسات من رجس المنافقين والمحتلين المجرمين.
فالثمن غالٍ للوصول إلى تمام التحرير، وكمال الانتصار، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، والله معكم، ولن يتركم (يُنقصكم) أعمالكم.
فتقدموا، وقادم الأيام لكم أيها الأبطال الشجعان.
وسنبقى بقاء الباء في البقاء.