نصف كيس رصاص يحرر فلسطين
رابعة أبو مجاهد – صحافية لبنانية
إنه الثامن من نيسان عاد مجددًا ليسلّم على ذاك الشهيد الذي أحيا بشهادته روح أمةٍ أبت إلا الجهاد.
عبد القادر الحسيني شهيد معركة القسطل في القدس، استشهد والعرب كانوا ما زالوا نيامًا عما يجري في فلسطين. وبعد مرور ثلاث وسبعين سنة ما زالوا نيامًا، يومها استنصرهم، فنصرته جامعتهم بنصف كيسٍ من الرصاص، نصف كيس الرصاص ذاك أصبح اليوم أكياسًا لا يُستطاع حملها من بيانات التنديد والاستنكار والرفض والـ.. لما ينتجه الصهيوني من تكالبٍ وإجرامٍ على شعبنا الفلسطيني المغصوب حقه.
ثلاث وسبعون عامًا مرّوا وتغيرت الاستراتيجية والهدف وانحرفت البوصلة، لا الحسيني بقي المثل ولا القسّام المرجع، بل بات يُعاب علينا الجهاد، ونوصف بالإرهابيين، وتقطع عنا المساعدات، ونحاصر وتُبث بيننا روح الشقاق وحب السلطة.
في الـ48 هبّ بعض العرب للنصرة واستضافوا الحسيني الجريح في دارهم، أمّا اليوم فيهرول هذا البعض وغيره للحصول على رضى الصهيوني والأميركي، على الحصول على نصف كيسٍ من النقود البالية، على الحصول على تأشيرة عبورٍ إلى القدس ولكن ليس قدسنا بل قدسهم المزعوم.
هذا ما يريدونه هم، أمّا نحن فأردنا الجهاد المعطر بالنصر أو الشهادة، وكذا وُلِدت حركاتنا المقاومة، من فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن، ومن الشعوب الأبية، وُلدت.. وباتت الشمعة المضيئة في ظلام التطبيع، فكانت الإجابة لما أراده الشهيد عبد القادر الحسيني من جهاد وجهاد مسلح بالعتاد والإرادة والتوكل على الله.. فمن كان الله حسبه فلا غالب له.